«الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد» هي ابتهالات وتكبيرات تصدح بها حناجر المصلين قبل صلاة العيد، لتمنح سامعها شعورا خاصا بالابتهاج، تحمل بين كلماتها إجلالا وخضوعا لله تعالى، فيمتد صوت المكبّرين في المساجد إلى أعماق النفس ليحملها في رحلة عبر الزمن تختلط فيه مشاعر الفرحة والسرور بعيد جعله الله تعالى مناسبة يفتخر فيها المسلم بصيامه الشهر الفضيل.
الفرحة كبيرة وظاهرة في وجوه أطفال يعيشون حالة من الترقّب والانتظار حول المبلغ الذي يجمعونه من العيدية التي يجود بها الآباء والأعمام والأخوال والأجداد، ليشكل الأطفال منذ قرون من الزمن عنصرا مهما في صنع بهجة العيد، التي عرفت فتورا بعد أن حلّت الوسائل التكنولوجية كبديل عن التزاور، ليكتفي البعض برسالة نصّية أو صوتية أو إلكترونية لإرسال المعايدات والتبريكات.
العيد، فرحة يصنعها تفاني المرء في الصيام والقيام، وجائزة الله لعباده، يومٌ خصّه الله تعالى بالفرح والسرور، تُخضب فيه الأيادي بالحناء في رمزية صادقة تعكس مكانة اليوم في المجتمع الجزائري، فكانت «يا مزين نهار اليوم» لعبد الكريم دالي بصمة خالدة يكاد ينتظرها كل جزائري، صبيحة اليوم المبارك لسماعها.
وللعيد فرحة فلا تقتلوها بأحزان وآلام وخصومات تعكّر صفو اليوم السعيد، ليكن عيد هذه السنة فرصة للتسامح مع ذواتنا ومعارفنا لـ»ترسو» نفوسنا على شاطئ السكينة والطمأنينة، علينا أن نعي أن جبر الخواطر له مفعول السحر على النفس البشرية، فتكفي كلمة أو سؤال للملمة شتات نفس أتعبها «الضنك».
ليكن عيد هذه السنة فرصتنا لإحياء عبادة يغفل عنها الكثيرون، جبر الخواطر خلق كريم يدّل على سمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل يجبر به صاحبه نفوسا كُسرت، وكما يقال من سار بين الناس جابرا للخواطر أنقذه الله من جوف المخاطر.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.