لم تتوقّف الآلة الصّهيونية يوما عن ممارسة جميع أساليب البطش والتهجير والتنكيل، واستمرّت طيلة عقود طويلة في تصعيد وتيرة العنف وتجسيد خطط الاستيطان الممنهجة والخطيرة للاستيلاء على نطاق واسع من أراضي ومساكن الفلسطينيين، وقابله في أغلب الأوقات صمت وخذلان وتهاون دولي مر على كل التجاوزات التي ارتكبت بشكل مفضوح، ولو كان القانون الدولي ينطق لتحدث عن حجم الجرائم الفظيعة المسكوت عنها، وشعب سرق منه العدو وطنا ويراوغ عبر القوة لتمرير هذا الاغتصاب الفظيع، الذي مازال يحرك الشعب الفلسطيني لحماية جذوره من البتر والمسخ.
هل تتحرّك إدارة بايدن لتضع حدّا لمسلسل الظلم المرعب والطويل الذي يقع على الشعب الفلسطيني، وتصحّح الخروقات التي تسبب فيها سلفه ترامب الذي ساهم في حدة التصعيد الذي يمارسه المحتل الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني الصامد والمقاوم لجميع المخططات العنصرية التي تجاوزت كل القوانين، علما أنّ الاحتلال صعّد من نشاطاته الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتمّت المصادقة خلال السنوات الثلاث الأولى من فترة حكمه على بناء 7 آلاف مسكن استيطاني سنويا، أي ما يقارب ضعف متوسط الوحدات الاستيطانية التي أقيمت في عهد أوباما والتي تجاوزت 3600، ويخفي هذا المخطط نوايا خبيثة من بينها تقويض جميع الحلول الممكنة لإنهاء الاحتلال وبالتالي اختفاء الصراع.
وتتواصل عمليات تهويد القدس المحتلّة بعد موجة مؤلمة للتطبيع التي عمقت من آلام ومخاوف الفلسطينيين، وجاءت هذه المفارقة المؤلمة للتطبيع، بعد مسار حافل دعمت فيه الشعوب العربية التي لم تتخل يوما عن القضية الفلسطينية كفاح وحق استرداد فلسطين من قبضة المحتل، وبالموازاة مع ذلك واصل شعبها الدفاع عن أرضه وحقه وحضارته ومستقبله المهدد بالسرقة والمحو والضياع، لكن الوضع في الوقت الحالي اختلف كثيرا بفعل المستجدات والتحديات، ومع ذلك يدرك الفلسطينيون أنّ أوراق عديدة باتت بأيديهم لتحريكها في وجه المحتل بداية بفضحه والضغط عليه بشتى الوسائل للحد ممّا يقترف من محاولات تهويد صارخ للمقدسات وتشريد أصحاب الأرض.
إنّ إصرار الشّعب الصّامد صاحب القضية العادلة على استعادة فلسطين يقلق المغتصب اللص الذي يسارع الوقت لافتكاك المزيد من المساحات، لذا وحدة الفلسطينيين في وجه عدوهم ضرورية وصارت على المحك في هذا الظرف الخطير لمنع المزيد من التفتيت، وضياع ما تبقى من فلسطين.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.