منذ بداية التصعيد الإسرائيلي المتواصل في القدس المحتلة وقطاع غزة، تتحرك الشعوب العربية، بالخروج إلى الشوارع في مظاهرات داعمة للفلسطينيين.
تشهد العواصم العربية مظاهرات شعبية متفاوتة، ترفع خلالها شعارات تندد بجرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
فمن عمان إلى بيروت، وصولا إلى تونس والكويت وصنعاء وغيرها من العواصم العربية، احتشد متظاهرون في الشوارع، وبعضهم تحدى الانتشار الأمني المفروض من سلطات بلادهم، والحظر المفروض على المسيرات والمظاهرات.
ورفع المتظاهرون شعارات تندد بجرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة وقطاع غزة، وتشيد بالمقاومة الفلسطينية التي تصدت بالصواريخ وبالحجارة لغارات واعتداءات الاحتلال.
في العاصة الأردنية، تظاهرت الحشود ولأيام متتالية أمام مبنى السفارة الإسرائيلية، ورفعت لافتات كتب عليها “الحل هو المقاومة”، و”المقاومة تساوي التحرير.”
وطالب المتظاهرون الأردنيون حكومة بلادهم بطرد السفير الإسرائيلي من عمان، وسحب السفير الأردني من تل أبيب، وإلغاء اتفاقية “وادي عربة” الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1994، واتفاقية الغاز.
تفاعل في العالم الافتراضي
ورغم أن المظاهرات الداعمة لنضال الفلسطينيين غابت أو كانت باهتة في الدول التي تقيم أنظمتها علاقات دبلوماسية مع المحتل الإسرائيلي، إلا أن التفاعل الشعبي في هذه الدول تجسد على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة “فيسبوك” و”تويتر”.
وقد تفاعلت مختلف الفئات الاجتماعية، من ممثلين ورياضيين ومواطنين في كل من مصر والمغرب والبحرين والسودان، مع تطورات المسجد الأقصى وقطاع غزة.
وأصدر المتفاعلون عبر وسائل التواصل الاجتماعي “هاشتاغات” تعبر عن الدعم الشعبي الكبير للقدس وللقضية الفلسطينية عموما، حاولوا من خلالها تسليط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وإيصال القضية الفلسطينية للرأي العام العالمي.
وكان المغرب رابع دولة توافق، خلال عام 2020، على تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد الإمارات والبحرين والسودان.
“نسق التطبيع”
ويرى المفكر الفلسطيني، عزمي بشارة أن التفاعل الشعبي مع ما يحدث في القدس المحتلة وقطاع غزة يعمل على “نسف” عمليات التطبيع مع إسرائيل والتي جرت خلال السنوات الأخيرة.
ويؤكد في حوار مع تلفزيون سوريا، نشره على صفحته في موقع “فيسبوك”، أن خروج الناس إلى الشوارع دعما للفلسطينيين يحاصر الخط التطبيعي مع إسرائيل.
ويقول بشارة إنه يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو الذي كتب في تغريدة له على موقع “تويتر”: “إن العقبة أمام إسرائيل هي الشعوب العربية وليست الأنظمة.”
ويؤكد المفكر الفلسطيني أن الشعوب العربية لا تعترف بإسرائيل وتعتبرها مشروعا استيطانيا استعماريا.
وبحسب بشارة، فإن عمليات التطبيع التي تجري منذ سنوات تشجع الإسرائيليين على المضي قدما في مخططاتهم الاستعمارية.
ومن جهة أخرى، يرى المفكر الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل من> عام 1968 على تطويق مدينة القدس من خلال بناء المستوطنات والتمدد داخل البلدة القديمة.