بدأت معالم السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة تتجلى بوضوح مع استمرار قصف جيش الاحتلال الصهيوني للفلسطينيين المدافعين عن حرمة المسجد الأقصى الشريف أمام آلة التهويد الصهيونية التي تحركت ضمن سياسة استيطانية جديدة قديمة باتجاه ضم أجزاء من حي الشيخ جراح والتمهيد لحملة استيطان واسعة، قد تكون الأكبر في تاريخ الاحتلال الصهيوني لفلسطين، خاصة بعد موجة تطبيع خطيرة وتصاعد ضغط اللوبي الصهيوني في وسط بعض الدول القوية.
صمت أمريكي تجاه ما يقترف في حق الفلسطينيين وعدم إدانة الانتهاكات الصارخة التي تصنف جرائم ضد الإنسانية بعد استهدافها النساء والأطفال بشكل ممنهج دون مبررات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. والأكيد أن الموقف الأمريكي يمكن فهمه في سياق تحول جذري لسياسة أمريكا الجديدة مع تغير النظام العالمي الوشيك بعد انتهاء أزمة كورونا، فأمريكا تغادر منطقة الشرق الأوسط تدريجيا باتجاه آسيا حيث تحتدم المنافسة مع الصين وروسيا. وتشير المعطيات أن القوة والثروة تنتقلان من الغرب باتجاه الشرق، وتحديدا نحو قارة آسيا.
وكانت إدارة ترامب قد وضعت احتواء الصين على سلم أولوياتها، وتنحو إدارة الرئيس بايدن نفس المنحى، ولهذا تقوم الإستراتيجية الأمريكية الراهنة على تركيز قوتها في جنوب شرق آسيا، وبحر الصين الجنوبي، وتوطيد التحالفات في تلك المنطقة لكبح تمدد الصين.
ما يجري حاليا بين قوات المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، يجعل رغبة واشنطن في التحرك الإيجابي غير سهلة بهدف إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية، تقوم على تفعيل حل الدولتين الذي تتبناه الإدارة الأمريكية الحالية على مستوى الخطاب دون وجود إرادة سياسية لتفعيله في الميدان، وهذا ما قد يطرح نفسه بقوة، إذا ما أرادت واشنطن الخروج من مستنقع الشرق الأوسط بشكل آمن.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.