يستخدم الفلسطينيون وسائل مختلفة لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي. وخلال سنوات الحصار والعدوان تمكنوا من تطوير وتصنيع أسلحة نوعية اخترقت العمق الإسرائيلي.
اعتمد الفلسطينيون خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 على الحجارة للتصدي لجيش الاحتلال الذي حاصرهم بدباباته مدافعه.
واستخدم المقاومون في الأراضي المحتلة السكاكين والزجاجات الفارغة بعد تجهيزها بمواد متفجرة ومشتعلة.
تحولت العمليات الاستشهادية التي لجأت إليها لاحقا فصائل المقاومة، إلى سلاح أثبت فاعليته، حيث ألحقت هذه العمليات خسائر مادية وبشرية بالمحتل الإسرائيلي.
تطوير القدرات
ووسط استمرار التصعيد والعدوان الإسرائيلي، عملت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية على تطوير قدراتها العسكرية، بالاعتماد على إمكانياتها البسيطة ومساعدات كانت تصلها من بعض الدول الحليفة.
وخلال الحروب التي خاضتها مع الاحتلال، كشفت الأجنحة العسكرية لحركتي المقاومة الإسلامية حماس، والجهاد الإسلامي وغيرهما من الفصائل، عن أسلحة جديدة صنعت وطورت محليا من طرف مهندسيين طاردتهم الاستخبارات والطائرات الإسرائيلية، مما أدى إلى استشهاد بعضهم في السنوات الفارطة.
وتنوعت أسلحة المقاومة بين الصواريخ بعيدة المدى والقنابل والمتفجرات، وحتى الطائرات المسيرة التي تحمل أسلحة تدميرية.
وكان مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أصدر كتابا بعنوان “صواريخ المقاومة في غزة سلاح الردع الإسرائيل”، من تأليف جلال القاسم.
وسلط الكتاب الضوء على القدرات الصاروخية الفلسطينية خلال الفترة من 2001 وحتى 2014.
وأشار الكتاب إلى التطورات الصاروخية الفلسطينية، وكيف أن المقاومة طورت من استراتيجيات وتكتيكات استخدام هذه الصواريخ، حيث استخدمت الأنفاق كمواقع لمنصات الإطلاق، مما قلل بشكل كبير من قدرة الطائرات الإسرائيلية من اكتشافها وقصفها.
وأورد الكتاب أيضا أن المقاومة ركزت خلال حروبها مع إسرائيل على الأهداف الأكثر أهمية كالمطارات والمدن الكبرى، بالإضافة إلى استعمال قذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى.
ومن جهتها، بثت قناة الجزيرة القطرية العام الماضي ضمن برنامج “ما أخفي أعظم” تحقيقا، سلط الضوء على أسلحة المقاومة وكيفية تصنيعها.
صمود المقاومة الفلسطينية المسلحة واستمرار قدرتها على الرد رغم وحشية الة الحرب الإسرائيلية هو أمر يثير الاعجاب والفخر حقا، لكن رد الفعل العربي الرسمي ما زال أقل بكثير من المستوى المطلوب. على الشعوب العربية أن تضغط أكثر على أنظمتها لدعم المقاومة ولمنعها من إجهاض الثورة الفلسطينية
— Hassan Nafaa (@hassanafaa) May 16, 2021
وأظهرت لقطات من التحقيق الذي حمل عنوان”الصفقة والسلاح”، قيام عناصر المقاومة الفلسطينية بتصنيع صواريخ جديدة من مخلفات القذائف الإسرائيلية في حرب 2014.
وكشف التحقيق عن تمكن كتائب القسام من تطوير صواريخ ذات قدرات تدميرية عالية، عن طريق استخدام القذائف التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي، خلال العدوان على غزة ولم تنفجر.
وسبق لصحفية إسرائيلية تدعى “طال شنيدر أن نشرت تغريدة على حسابها في موقع تويتر جاء فيها” إن لدى حماس غواصات مسيرة انتحارية قادرة على ضرب حقول الغاز الصهيونية وساسة إسرائيل وعسكرها تكتموا على هذا الخطر.”
ومن جهته، اعتبر المحلل السياسي المصري حسن نافعة في تغريدة له على تويتر إن صمود المقاومة الفلسطينية المسلحة واستمرار قدرتها على الرد، رغم وحشية آلة الحرب الإسرائيلية هو أمر يثير الإعجاب.
واعتبر أن رد الفعل العربي الرسمي ما زال أقل بكثير من المستوى المطلوب، ” على الشعوب العربية أن تضغط أكثر على أنظمتها لدعم المقاومة ولمنعها من إجهاض الثورة الفلسطينية.”
صواريخ القسام
أطلقت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس أول صاروخ خلال الانتفاضة الثانية، اسمته “قسام 1″، تراوح مداه بين 2 و3 كيلومترات. وكان الصاروخ من صنع وتطوير مهندس بكتائب عز الدين القسام.
وفي عام 2002، أطلقت الكتائب صاروخها الثاني”قسام 2″ تراوح مداه بين 9 و12 كيلومترا، وتلاه “قسام 3″، وتراوح مداه بين 15 و17 كيلومترا.
وفي عام 2014، أطلقت صاروح” j80″ وبلغ مداه 80 كيلومترا، وفي عام 2015 طورت الكتائب من نوعية الصواريخ، حيث أطلقت “صاروخ الرنتيسي” بلغ مداه 160 كيلومترا.
وتوالت كتائب القسام في الكشف عن ترسانتها من الصواريخ التي تطلق أسمائها على قادتها الذين استشهدوا في الحروب مع إسرائيل، مثل صاروخ “العطار”، نسبة إلى رائد العطار وبلغ مداه 120 كيلومترا ويحمل رؤوسا متفجرة، و صاروخ الجعبري وصاروخ أبو شمالة.
وكانت أحدث الصواريخ التي كشفت عنها كتائب القسام “عياش 250″ واستخدمتها خلال العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع على قطاع غزة.
ويعد صاروخ”عياش 250 ” الأبعد مدى، وأطلقه الجناح العسكري لحماس للمرة الأولى في ماي 2021 نحو مطار رامون الإسرائيلي، على بعد نحو 220 كيلومترا.
سرايا القدس
تمتلك سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من جهتها، مخزونا استراتيجيا من الصواريخ المتطورة.
وخلال العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة، عرضت سرايا القدس مشاهد لصاروخ “قاسم المطور” الذي دخل الخدمة خلال معركة “سيف القدس”، واستهدفت به القوات الإسرائيلية البرية شرق خان يونس.
ويحمل الصاروخ 400 كيلوغرام من مادة “تي أن تي” المتفجرة.
وأعلنت سرايا القدس مؤخرا أنها شنت هجوما صاروخيا مكثفا على منصة القبة الحديدة الإسرائيلية.
وقال أبو حمزة، الناطق الرسمي باسم سرايا القدس “لازال في جعبتنا المزيد من المفاجآت التي ستذهل جيش الاحتلال.”
وكشف أبو حمزة في تغريدات أن سرايا القدس أدخلت صواريخ جديدة ومتطورة للخدمة العسكرية.