توهّم قادة الاحتلال الصهيوني بأن التطبيع مع بعض الدول العربية قبل أشهر سيؤدي إلى إضعاف شبكة التضامن العربي والإسلامي والعالمي مع فلسطين، في اعتقاد منهم أن الشعوب والأنظمة في كفة واحدة، وللأسف أمام هول ما يحدث من إبادة للشعب الفلسطيني الذي يصنّف ضمن جرائم ضد الإنسانية أمام مرأى ومسمع دعاة حقوق الإنسان عبر العالم ممن يتشدقّون بالحريات كلما سجل انتهاك بإسم «الدين» في الدول الغربية.
مع هذا لا يرون الصواريخ التي تتساقط يوميا على رؤوس الفلسطينيين في قطاع غزة والاعتداءات في القدس الشريف التي ترفع حصيلة الشهداء كل لحظة وينقلها الإعلام الموضوعي الحرّ منذ الوهلة الأولى لبداية عدوان الاحتلال الغاشم المدعوم من طرف قوى كبرى، «سيدة حقوق الإنسان»، الساعية إلى تشويه الحقائق وتزييف الواقع بما يخدم مصلحة الكيان الغاصب عن طريق إعلامها الذي يسيطر عليه لوبي يهودي لفبركة الأحداث من زاوية معاداة السامية.
والمؤسف في هذا هو اصطفاف بعض وسائل إعلام محسوبة على دول عربية مع هذا الطرح بشكل غير مباشر، من خلال تفادي نقل الجرائم المروعة بحقّ الشعب الفلسطيني منذ أيام، والتوجّه لنقل الجانب الآخر من مجريات ما يحدث في أروقة الكيان الصهيوني واستعداداته لرفع «وتيرة الدفاع عن النفس» كما يسميها الإعلام المأجور، وفي نفس الوقت يتباكى على الضحايا بشعارات مفضوحة يصدق فيهم قول المثل الشعبي «يقتلون القتيل ويمشون في جنازته».
غير أن إعلام المواطن والإعلام التقليدي لم يتوان في نقل الحقيقة المؤلمة ومشاهد الترويع المفجعة المقترفة بحق الفلسطينيين لكل سكان العالم في رسالة تضامن إنسانية ليسارع الكيان الصهيوني لاستهداف مقرات ومباني وسائل الإعلام في غزة، وشنّ حملة شعواء ضد كل من ينتقد الصهاينة، وتستمر الحملة التضامنية الإنسانية العالمية عبر الإعلام الجديد لاسيما ضد انحياز شبكات التواصل الاجتماعي للكيان الصهيوني لكشف الدعاية الصهيونية وفضح دجالي التطبيع في العالم العربي الساعون لتنويم عقول الرأي العام عن طريق الإعلام المأجور المفضوح.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.