يتحدث سفير دولة فلسطين بالجزائر أمين رمزي مقبول، عن آخر تطورات الوضع الميداني في الأراضي الفلسطينية.
ويبرز في هذا الحوار لـ”الـشعـب أونـلايـن” موقف الجزائر المتقدم على المستويين العربي والدولي، وتصريحات الرئيس تبون حول التطبيع التي قال إنها شجاعة.
بداية، هل لكم أن تطلعونا على آخر مستجدات الوضع الميداني في غزة والقدس؟
من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي المجرم يواصل تدمير وتقتيل لا مثيل له في السابق، في اعتقداه أنه سيطفئ نار الثورة وإرادة الشعب الفلسطيني، وتحويل نضاله إلى كابوس، فلذلك لم يدع وسيلة من وسائل الدمار إلا اتبعتها.
الشعب الذي تهدم بيوته لا يزال صامدا ومصرا على الحرية والاستقلال.
الواقع الذي نعيشه اليوم يظهر أن العالم كله تفطن أكثر للمشروع الاستيطاني، ويتنبه إلى حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال.
العالم اليوم أكثر ايمانا بعدالة القضية الفلسطينية، بعد أن انكشفت الكذبة الصهيونية وأطماع مشروع الاحتلال، العنف الذي يرتكبه العدوان الصهيوني يرتد عليه.
الشعب الذي تهدم بيوته لا يزال صامدا ومصرا على الحرية والاستقلال.
ميدانيا، ما يحدث في القدس وغزة أظهر موازين جديدة غير مبنية على القوى العسكرية، ما تعليقكم؟
نعم هناك اعتقاد غبي لدى حكومة الإحتلال، على ضوء تطبيع أنظمة عربية، ووجود إختلاف في الشارع الفلسطيني.
يعتقد الاحتلال أن الطريق مناسب لضم القدس وتطبيق مشروع صفقة القرن.
لكن وجد بطولة الفلسطينيين في حماية القدس، وبالتالي تحطم المخطط الصهيوني على واقع صمود الشعب الفلسطيني وانتشار الانتفاضة في كل مكان.
اليوم المشروع التوسعي الاستيطاني أصبح واضحا لدى دول العالم العربي والإسلامي
ألا تعتقدون أن الوهم الأمني للاحتلال الاسرائيلي بدأ يتساقط أمام صواريخ المقاومة؟
أمن الاحتلال الإسرائيلي ادعاء باطل، وهو غطاء يقضي فيه الاحتلال الاسرائيلي أطماعه، وللأسف كانت معظم دول الغرب تصدقه.. لكن الآن لا أحد يصدق هذا الوهم.
اليوم المشروع التوسعي الاستيطاني أصبح واضحا لدى دول العالم العربي والإسلامي، وبدأت بعض الدول تدرك هذا مخطط .
تنسيق بين السلطة الفلسطينية والمقاومة.. اتصالات وحضور ميداني مشترك
هل هناك تنسيق بين السلطة الفلسطينية والمقاومة تحسبا لمفاوضات مع الاحتلال من أجل وقف إطلاق النار؟
نعم توجد اتصالات وحضور ميداني مشترك.
كما يرى الجميع، الشعب الفلسطيني موحد في موقفه وفي كل أشكال نضاله، انتفاضة سلمية، مسلحة وسياسية، وان اختلفت الفصائل الفلسطينية في بعض الأحيان.
لكن الجميع متمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وهناك ثوابت مشتركة، وهذا ما يزيد من اللحمة بين الفلسطينيين.
قضية الشعب الفلسطيني مقدسة في الجزائر قولا وفعلا على مدار التاريخ
ما تعليقكم على الموقف الجزائري تجاه ما يحدث؟
الجزائر لها مواقف متقدمة بين الدول العربية والاسلامية وعلى المستوى الدولي، إذ تعتبر قضية الشعب الفلسطيني مقدسة قولا وفعلا على مدار التاريخ.
وهنا لا يفوتنا التذكير بمقولة الرئيس الجزائري السابق هواري وبومدين الذي قال “الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.
الجزائر دعمت ثورة 65، ودعمت منظمة التحرير الفلسطينية في المناسبات الدولية.
والآن تقف موقفا متقدما بين جميع الدول العربية وتقوم بمجهودات على المستوى الدولي.
وهنا نعود كذلك للتذكير بتصريحات الرئيس عبد المجيد تبون حول التطبيع عندما قال إن الجزائر لن نشارك ولن تطبع.
إضافة إلى تصريحات وزير الخارجية صبري بوقدوم، الذي أكد أن بيانات الشجب والاستنكار لم تعد تكفي.
وهذا نعتبره موقفا متقدما من الحكومة الجزائرية نيابة عن كافة الشعب الجزائري بكل مكوناته.
أنظمة عربية مطبعة مع إسرائيل تشعر بالخجل والندم خاصة تجاه ما يحدث من اعتداءات سافرة
في آخر تصريح لوزير الخارجية الفلسطيني، قال إن الدول العربية التي مارست التطبيع مع الاحتلال الصهيوني تسرعت، ماذا يقصد بذلك؟
نفترض أن البعض كانت له نوايا حسنة بشأن التطبيع واعتقد أنه سيوقف المد الصهيوني والمشروع الاستيطاني.
هذه الأنظمة التي وقعت في حبال وفخ الحركة الصهيونية والإدارة الأمريكية، هي الآن تشعر بالخجل والندم خاصة تجاه ما يحدث من اعتداءات سافرة..
طالبنا ونطالب هذه الأنظمة العربية سحب تطبيعها وقطع العلاقات والالتزام بالقرارات العربية والشرعية الدولية، والالتزام بمقاطعة المنتجات الصهيونية وهذا أقل ما يمكن أن تقوم به.
ما المنتظر من مجلس الأمن والمجتمع الدولي عموما؟
ننتظر أكثر من مجرد بيانات تنديد واستنكار.. ومثلما دعا وزير الخارجية الجزائري صبري بوقدوم في آخر تصريحاته، لا يمكن المساواة بين الضحية والجلاد.
نطالب أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارات إقامة دولة فلسطين في حدود 67 عاصمتها القدس، ووقف فوري للعدوان وضمان الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأسلحة دمار وتقتيل، ويجب التحرك العاجل.
ما تعليقكم على موقف الإدارة الأمريكية ازاء ما يحدث مقارنة مع فترة الرئيس الأمريكي السابق؟
نتوقع تغييرا طفيفا في الموقف الأمريكي، أقل عداء من فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، هناك مؤشرات ايجابية، منها المكالمة الهاتفية بين الرئيسين أبو مازن وبايدن.
كانت الإدارة الأمريكية تعترض على عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن، وأخيرا استجابت ووافقت، حيث رأينا أن كل المتحدثين دعوا إلى ضرورة وقف العدوان.
هذا ما يدعنا نلمس تحولا في السياسية الأمريكية.
.. والاتحاد الأوروبي؟
موقف الإتحاد الأوروبي تقدم كثيرا في الآونة الأخيرة، باستثناء بعض الدول غير مؤثرة سياسيا.
هناك أيضا موقف عربي متقدم أكثر دعما وتأييدا تجاه ما يعيشه الشعب الفلسطيني، وهو ما يجعلنا نتفاءل.