تتصاعد حدة المواجهة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا هذه الأيام، على خلفية تدفق آلاف المهاجرين غير الشرعيين، بايعاز من الرباط، باتجاه مدينة سبتة الخاضعة للاحتلال الإسباني.
تقول السلطات الإسبانية إن أكثر من 8 آلاف شخص، بينهم 2700 قاصر، عبروا الحدود الفاصلة بين المغرب ومدينة سبة، بين يومي 17 و18 ماي الجاري. وأعلنت أنها أعادت أكثر من نصف هؤلاء من حيث أتوا.
وتؤكد السلطات الإسبانية أن معظم المهاجرين هم من المغرب، وأن حرس الحدود المغربي لم يوقفهم عندما تجاوزوا الأسوار الحدودية الموجودة في البحر.
وتعتبر مدينتي سبتة ومليلة المحتلتين من طرف الإسبان، نقطة انطلاق إلى أوروبا للمهاجرين الأفارقة. ويتعرض بعضهم إلى خطر الإصابة أو الموت كل عام أثناء محاولتهم القفز فوق الأسوار أو الاختباء داخل المركبات أو السباحة حول حواجز الأمواج التي تمتد عدة أمتار في البحر الأبيض المتوسط.
وتبلغ مساحة سبتة 19 كيلومترا مربعا، ويقول المسؤولون فيها إن ما يحدث من تدفق للمهاجرين غير الشرعيين يتجاوز قدراتهم.
ووصف رئيس مدينة سبتة، خوان خيسوس فيفاس تدفق المهاجرين بـ”الغزو لدرجة أننا لانستطيع إحصاء عدد الأشخاص الذين وصول إلى المدينة”، حسب تعبيره.
امتعاض إسباني أوروبي
وأمام موجة تدفق المهاجرين غير الشرعيين باتجاه إسبانيا، ووجهت السلطات الإسبانية مدعومة بالحلفاء الأوروبيين انتقادات شديدة اللجهة للرباط.
ووصف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز تدفق المهاجرين بأنه”أزمة خطيرة لإسبانيا وأوروبا”.
أما وزيرة الدفاع، مارغاريتا روبلز، فقالت إن الرباط تتعمد السماح للمهاجرين بدخول الأراضي الإسبانية، وقالت إن المغرب يمارس سياسة “العدوان والابتزاز.”
وعلقت على مسألة تدفق آلاف المهاجرين بالقول: “هذا اعتداء على الحدود الإسبانية وحدود الاتحاد الأوروبي..” واتهمت الرباط باستخدام الأطفال القصر.
ودعت الوزيرة الإسبانية – في مقابلة سابقة لها مع الإذاعة الإسبانية العامة- المغرب إلى الامتثال للقانون الدولي، مؤكدة “إن وحدة أراضي إسبانيا غير قابلة للتفاوض.”
ومن جهتها، امتعضت دول الاتحاد الأوروبي من تساهل أو سماح المغرب بعبور آلاف المهاجرين غير الشرعيين إلى إسبانيا، وعبرت أكثر من دولة لرفضها ذلك.
وجاء الامتعاض الأوروبي على لسان نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، مارغتيس شيناس، بقولها: “إن أوروبا لن تسمح بترهيبها..”
وبدورها تطرقت الصحف الأوروبية لموضوع الهجرة غير الشرعية، وانتقدت بعض العناوين الموقف المغربي.
وكتبت صحيفة”لوموند” الفرنسية، في افتتاحية لها، إن المغرب أظهر استعداده للتضحية بشبابه “على مذبح مصالحه الدبلوماسية”. ووصفت النظام المغربي بـ “المتسلط “و”المقلق”.
وكتبت أيضا أن مشاهد الأطفال والمراهقين وحتى الأطفال اين يخاطرون بحياتهم في مياه سبتة بتواطؤ الشرطة المغربية زادت من تدهور سمعة المغرب دوليا.
مزاعم مغربية
ورجح محللون في تعليقاتهم لوسائل إعلام عالمية على التطورات الحاصلة في مدينة سبتة، أن يكون المغرب قد تعمد غض الطرف عن الأعداد الضخمة التي تدخل المدينة الخاضغة للسيطرة الإسبانية من أجل ممارسة ضغوط دبلوماسية على مدريد للاعتراف بسيادتها على الصحراء الغربية.
وأشار ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا، محمد سيداتي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أمس السبت أن الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا بدأت منذ استقبال إسبانيا للرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي للعلاج.
وبحسب المسؤول الصحراوي، فإن المغرب يحاول ابتزاز إسبانيا، باستخدام ملف الهجرة غير الشرعية، والزج بآلاف المغاربة بينهم قصر، نحو مدينة سبتة لتحقيق مكاسب غير قانونية.
وأشار إلى أن المغربيين “وجدوا أنفسهم بضاعة في يد نظام ملكي عدواني يهدد كل المنطقة بحرب مفتوحة.”
وتزعم السلطات المغربية أن الرئيس الصحراوي وصل إلى إسبانيا بجواز سفر مزور، لكن وزارة الخارجية الإسبانية فندت هذه المزاعم في بيان لها أمس،
وأكدت أنه انتقل بجواز سفره الذي يستوفي، كما قالت “المتطلبات العادية”.