القوائم المستقلة منافس قوي في الانتخابات التشريعية المقبلة، بسبب تراجع ثقة المواطن في الأحزاب، وصعود ظواهر جديدة منذ انطلاق الحراك الشعبي يوم 22 فيفري 2019.
يعتمد المترشحون المستقلون في الحملة الانتخابية، التي تدوم 20 يوما، على معارفهم في التعريف ببرامجهم الانتخابي.
ويتخذ جل المترشحين الأحرار وسائل التواصل الاجتماعي منبرا للحملة، يقدمون ما يعتبرونه برامج انتخابية خاصة للمواطنين، مع التركيز على الخرجات الجوارية في الولايات.
ومع كل هذا، والتنافس على نفس المقاعد، هل بإمكان الأحزاب السياسية خطف المقاعد في الغرفة السفلى للبرلمان، بسبب تكوينها لمرشحيها وتنظيمها سياسيا.
في هذا الصدد، أكد المترشح المستقل بقائمة “أفاق” داود عبد المؤمن، من البليدة، عدم خوفه من مجاراة الأحزاب في هذا الاستحقاق السياسي الهام بالنسبة للجزائريين.
وأوضح داود، في حديث مع صحفي “الشعب أونلاين”، أنه لقي تحفيزا من القاعدة الشعبية للقائمة، لدخول المعترك الانتخابي، دون حسابات جانبية بعيدة عن الواقع السياسي.
وأضاف: “نسعى للفوز على الأقل بمقعدين عن ولاية البليدة، والأحزاب لن تنال شيء باعتقادنا. وهذا راجع لسلبياتها في الماضي”.
“منصات التواصل مهمة”
وفي حديثه عن الأحزاب، التي تملك قاعدة نضالية تساعدها في التعريف ببرنامجها الانتخابي، أشار المترشح المستقل إلى أن “قائمة أفاق” جعلت من منصات التواصل الاجتماعي “فايسبوك وتويتر” منبرا للترويج لمترشحي القائمة.
وربط داود اختيار هذه المنصات، على الخصوص، بالمتابعة الكبيرة للناخبين لها، حيث سيتم تعريف أو بإقناعهم بالانتخاب وعرض برنامج القائمة المستقلة “أفاق” عليهم منها.
وتابع: “كان للفايسبوك دور مهم في التقرب من المواطن، دون أن ننسى العمل الجواري الذي نلتزم به طيلة أيام الحملة وفقا لميثاق أخلاقيات الترشح والحملة الإنتخابية بالنزول للشارع ومقابلة مختلف أطياف المواطنين وإقناعهم بالتصويت”.
“جهوزيتنا بدأت مبكرا”
وبخصوص التجهيز للحملة الانتخابية الخاصة بالتشريعيات المسبقة، شدد المتحدث على أنها انطلقت منذ استدعاء رئيس الجمهورية الهيئة الناخبة وتحديد يوم 12 جوان المقبل موعدا للاقتراع.
وأكد أنه تم تكوين ملفات المترشحين وملئ الاستمارات التي تجاوزت 2000 إستمارة، ما أعطى للقائمة دافعا قويا من أجل الاستمرار والتعريف بالبرنامج الخاص بها.
وفي السياق أشار داود إلى أنه بعد انطلاق الحملة الإنتخابية، شرع تكتل آاق المستقل بضبط مكاتب المداومة الموزعة بعشر بلديات، وبداية التعريف بمقترحات وبرنامج الحملة وإستقبال المواطنين.
“نُسيّر الحملة بأنفسنا”
من جانبه، يقول المترشح عن القائمة المستقلة “الحرية” بالمسيلة، محمد بوضياف، أنه كمستقل يعتمد على نفسه في تسيير الحملة الانتخابية الوطنية.
وأضاف: “يكون ذلك من خلال الاشتراكات المالية للمترشحين والاتصال ببعض الأصدقاء والمعارف للمساعدة بفتح المداومات أو حتى تحضير اللقاءات في البيوت والعمل الجواري في نطاق تواجدنا”.
وبخصوص المناطق غير الممثلة، أوضح بوضياف في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين”، أن الأمر مرهون بمن يتصل بهم من المواطنين الداعمين للقائمة.
وتحدث أستاذ العلوم السياسية عن المساعدات المالية التي يقرها قانون الانتخابات والمحددة بـ30 مليون سنتيم بالنسبة للمترشحين المستقلين الأقل من 40 سنة.
وأشار إلى أن قائمة “الحرية” تنتظر هذا الدعم المهم لكونها مشكلة من شباب بنسبة 60 بالمائة.
“تقصير الأحزاب خيب الآمال”
وقال بوضياف إن قائمة “الحرية” غير خائفة على الاطلاق من الأحزاب، ودخولها سباق الانتخابات جاء من باب المنافسة الشريفة التي تصبو إلى تقديم الأفضل للجزائريين.
وبالمقابل، أقر المتحدث بمزاحمة قائمته على سبيل المثال للأحزاب في وظيفتها الأساسية، لأن المجتمعات المنظمة تعتمد الأحزاب لتمثيل الاختلاف الفكري داخل المجتمع.
وأضاف: “لكن عجزها وتقصيرها في وظيفتها خيبت آمال الكثير من الجزائريين، وفتحت الباب واسعا لقيادات جديدة، لعلها تتمكن من تجديد الطبقة السياسية وبعث العمل السياسي من جديد”.
“ليس لدينا برنامج شامل”
وبخصوص البرنامج الانتخابي لقائمته المستقلة، ذكر المترشح المستقل أنه ليس لها، ليستدرك: “لدينا إلتزامات أمام المواطنين نتعهد بالدفاع عنها والسعي لتحقيقها”.
ويؤكد بوضياف على أن القوائم المستقلة، واقع استثنائي فرضته طبيعة المرحلة وتقاعس المنظومة الحزبية، داعيا الأحزاب لتطهير صفوفها، والعودة لوضعها الطبيعي في تكوين القيادات وحتى المناضلين.