يترقب الأطباء ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، بعد ظهور وانتشار السلالات المتحورة، بسبب التراخي، والزيارات العائلية بمناسبة العيد الذي مر عليه 15 يوما، وهي مدة كافية –حسبهم- لاستشراف الوضع الوبائي الذي ستعرفه الجزائر في الأسابيع المقبلة.
يتوقع أطباء، منهم الدكتور لياس اخاموك، عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا، عودة المنحنى التصاعدي لفيروس كورونا، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس المتحور خاصة البريطاني والنيجيري، وأكد احتمال الموجة الثالثة من الوباء وذلك في تصريح لـ» الشعب»، مستبعدا الفتح الجزئي للحدود لدخول المغتربين، لأن البروتوكول الصحي المفروض عليهم «صارم جدا»، وبالتالي لن يكون سببا في ذلك.
أرجع اخاموك الارتفاع ولو كان «طفيفا» في عدد الإصابات بكوفيد -19 إلى التراخي والاستهتار وعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، وهناك عامل آخر «مهم» بالنسبة له والمتمثل في أن الفيروس يحمل بعض المفاجآت، كقدرته الكبيرة على التحور والانتشار، والفتك بالأشخاص خاصة بعد تسجيل حالات وفيات في أوساط الأطفال الرضع، الذين كانوا ضحية للفيروس المتحور، هذا الأخير الذي ثبت أنه يصيب الشباب والمراهقين بنسبة أكبر، وهي حقيقة علمية لم تكن موجودة من قبل.
أكد اخاموك أن لجنة رصد وتابعة وباء كورونا، تراقب باستمرار الوضع الوبائي، وتعمل على استغلال المؤشرات للاستشراف، حيث يعد عدد الحالات المتواجدة في الإنعاش الذين يتراوح عددهم ما بين 19 إلى 20 حالة،وهذا ما «يعطينا المعلومة عن الحالات بالضبط والنظرة الحقيقية عن الوضع الوبائي، وبالتالي نظرة استشرافية عن عدد الوفيات، المرشحة للارتفاع بحسب ارتفاع عدد المصابين في العناية المركزة «.
وفيما يتعلق بالأطباء الذي غادروا الحياة بسبب الإصابة بفيروس كورونا، اعتبر الدكتور اخاموخ الوفيات المسجلة في أوساط الجيش الأبيض ناتج عن «خطر المهنة»، شأنهم في ذلك شأن الجنود أو الجيش الذي يحارب العدو، هذا ما يتطلب الإسراع في التلقيح ضد الفيروس.
ذكر اخاموك في هذا السياق، أن هناك إقبال من طرف المواطنين للتلقيح بعد أن عرفت العملية تباطؤا كبيرا بسبب شهر رمضان، وعدم توفر الكمية اللازمة لتلبية الطلب على اللقاح، وأشار أن استلام مليون جرعة الأسبوع الفارط، ينتظر أن تتسارع العملية، ويستفيد منها أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
وأضاف يقول إنه حتى وإن يتوفر اللقاح، لابد من الاستمرار في تطبيق البروتوكول الصحي بصرامة، لأن فيروس كورونا ما يزال يخفي أسرارا ويحدث في كل مرة مفاجآت تحير الأطباء، وتدفع للمزيد من البحث والاستكشاف، وهذا ما يجعل الحذر مطلوب خاصة وأن الوباء لم يعد يتخير الفئات العمرية التي يصيبها، فالجميع مهدد بالإصابة بالعدوى مهما كان عمر الشخص وقوة مناعته.