حطت أول طائرة قادمة من فرنسا بمطار هواري بومدين، اليوم، بعد غلق كامل للحدود الجوية والبرية والبحرية، منذ مارس 2020 كإجراء احترازي، بغية الحد من انتشار فيروس كورونا.
وكانت “الشعب” حاضرة لحظة وصول الطائرة التي تقلّ أزيد من 250 مسافرا، دخلوا إلى أرض الجزائر وسط تطبيق إجراءات صارمة للبروتوكول الصحي التي اتخذتها السلطات غداة الاعلان عن الفتح الجزئي للحدود..
ففي حدود الساعة 16:10 مساء حطت “الايرباص”، وهي تقل أول دفعة من المسافرين الجزائريين الذين اشتاقوا لاستنشاق هواء الجزائر.
وبالدموع وأحاسيس ممزوجة بالفرح والحزن، كان المشهد هو السائد بمطار الجزائر الدولي الذي اكتظ بحضور الصحافة الوطنية والأجنبية المعتمدة في الجزائر.
انتعاش الحركة
وفي إطار التدابير المتخدة، لاحظت “الشعب” تعميم الكاميرات الحرارية، والقفازات والألبسة الخاصة، للذين احتكوا مع العائدين، حيث خصص رواق محفوف بقضبان حديدية لعبور المسافرين، الذين كانوا مرفوقين برجال الأمن أو الأطقم الطبية التي سهرت على معاينة حالتهم الصحية، منذ أن وطأت أقدامهم أرض الوطن تفاديا لأي إصابات محتملة.
كما انتعشت حركية المطار في ظل الذاهبين والعائدين والقاصدين مختلف الوكالات التجارية خاصة شبابيك الخطوط الجوية الجزائرية، وسط توافد معتبر للمسافرين.
هستيريا، دموع وفرح بالعودة
القدوم إلى أرض الوطن صاحبه هستيريا، بكاء، فرح وغبطة كبيرة، امتزجت بحزن من فارقوا أهاليهم وهم في ديار الغربة، حيث انهارت سيدة ودخلت في حالة هستيريا بمجرد وصولها إلى الجزائر، لتذكرّها والدها الذي وافته المنية، وهي في بلاد الغربة.
وفي مشهد آخر عبر جزائريون آخرون عن سعادتهم لوصولهم إلى أرض الجزائر، بعد غياب طويل، مّستبشرين خيرا، فيما امتعظ بعض المسافرين العائدين بوجود بعض الصعوبات في اقتناء التذاكر من البلدان الأوروبية، التي يقيمون فيها، مطالبين بالتفات السلطات المعنية إليهم، وتبسيط الإجراءات أكثر.
وعبر شاب عن سعادته بعد وصوله إلى الجزائر، في ظل استشعاره بوجود تحسينات كبيرة في الإجراءات، وطريقة استقبالهم ومعاملتهم منذ وصولهم إلى المطار. وكشف عن سر قدومه للبلاد قائلا: “جئت خصيصا من أجل حضور عرس 12 جوان القادم وتأدية الواجب الانتخابي، والحمد لله عادت الحركة الجوية من جديد، قبل موعد التشريعيات المقبلة”.
من جهة أخرى دخلت امرأة في حالة هستيريا وبكاء شديدين، بمجرد وصولها، وصرحت للصحافة أن والدها توفي ولم تستطع أن تودعه، فيما أكد آخر أنهم حظوا باستقبال جيد في إطار “الجزائر الجديدة” التي كانوا يسمعون بها، وقال إن أسعار التذاكر كانت مناسبة.
فيما أكد عائد آخر أن ارتفاع التكاليف الباهضة أثر على عودة العديد من المهاجرين وحتى العالقين في أوروبا وفي كل ديار الغربة.
سعر التذكرة هو 510 أورو وأكثر من 6000 تذكرة بيعت في أول يوم
ذكر المكلف بالإعلام والاتصال بشركة الخطوط الجوية الجزائرية أمين أندلسي، في تصريح لـ”الشعب” بمطار الجزائر الدولي، أنه تم إعادة بعص رحلات الخطوط الجوية الجزائرية على المستوى الدولي.
وأبرز أندلسي أن عملية بيع التداكر انطلقت الأحد الماضي، على مستوى الوكالات التجارية للخطوط الجوية الجزائرية، والأرضية الرقمية، حيث تم بيع أكثر من 6420 تذكرة في أول يوم، مايؤكد وجود اقبال كبير وتهافت على اقتناء التذاكر، مشيرا أن سعر التذكرة ذهابا وأيابا من الجزائر إلى فرنسا وصل إلى 519 أورو، وهو رقم ـ حسبه ـ بعيد عن الاشاعات التي انتشرت في الفضاء الأزرق.
شرطة الحدود: وضع تدابير خاصة للوقاية الصحية
اتخذت المديرية العامة للأمن الوطني جملة من الإجراءات الأمنية والتدابير الوقائية لمرافقة القرارات والترتيبات التي أقرتها السلطات العليا للبلاد، تحسبا لاستئناف الرحلات الجوية الخارجية اعتبارا من نهار اليوم.
وذكر محمد بوخلوف رئيس خلية الانصال والعلاقات العامة بالفرقة الثانية لشرطة الحدود في تصريح لـ”الشعب”، أن مصالح شرطة الحدود،، ستسهر على “التطبيق الصارم للبروتوكولات الصحية المعتمدة من قبل الهيئات المختصة من خلال العديد من التدابير”. من بينها التقيد التام لعناصر شرطة الحدود بكافة مطارات الوطن بالتدابير الاحترازية الصحية عن طريق ارتداء الأقنعة الواقية واستعمال المعقمات وكذا أجهزة قياس الحرارة والسهر على احترام المسافة والتباعد الجسدي، مع التأكيد على ضرورة إتباع وتقيد المسافر بكافة الإجراءات الأمنية المعتمدة”، مبرزا حرصهم على تسهيل عمل الأطقم الطبية.
طاهر علاش: إجراءات صارمة وكاميرات حرارية وصيانة العتاد
بدوره، أكد المدير العام لمطار الجزائر الدولي طاهر علاش، خضوع كل الرحلات المبرمجة بداية من اليوم لإجراءين، الأول يتعلق باحترام شروط البلد المستقبل للمسافرين المنطلقين في رحلتهم من الجزائر، والثاني احترام البروتوكول الصحي في البلاد للعائدين، مبرزا وضع إجراءات رقابية ووقائية صارمة لمواجهة تفشي الوباء، خاصة أن مطار الجزائر الدولي يحوز على كل الإمكانيات لحماية المسافرين والحفاظ على الصحة العمومية وأنه تم تعميم الإجراءات.
وأضاف علاش في في تصريح للصحافة ببهور مطار الدولي، أنه على القادمين إلى الجزائر إحضار تحليل “PCR” لمدة 36 ساعة قبل الدخول، بالإضافة إلى إقامة الحجر الصحي في الفنادق التي خصصتها الدولة لمدة 5 أيام، مشيرا إلى تخصيص حافلات لنقل المسافرين القادمين نحو الفنادق، كما شدد على على إجراء صيانة العتاد بالمطار، من سكانير وغيرها من العتاد، ووضع كاميرات حرارية لمراقبة حالة العائدين من المهجر.
كما تحدث المدير العام عن رحلات الأربعاء التي ستخصص من مطار العاصمة نحو مارسلون، ويوم الخميس نحو باريس، ويوم الجمعة نحو مارسيليا، ويوم السبت رحلة من مطار العاصمة نحو إسطنبول.
المواطنون يتنفسون الصعداء
وتنفس المواطنون الصعداء بعد استئناف الرحلات بعد تعطل مصالحهم لأشهر، وحرمانهم من زيارة أهلهم ودويهم، وعبر بعض المسافرين على متن الرحلة التي انطلقت صباحا على الساعة التاسعة متجهة نحو باريس عن سعادتهم، بعد أن عادت الحركة إلى المطارات الدولية، آملين أن يكون الفتح الجزئي في صالح كل المغتربين والعالقين، وأن لا يحرم أحد من السفر إلى وطنه ولقاء أهله وأحبابه، فيما شددوا وهم يتحدثون لـ”الشعب” على ضرورة إعادة النظر في بعض الإجراءات لتخفيف مشقة السفر.