ماذا يُقدّم للطفولة في عيدها الوطني؟ سؤال يعود للواجهة في الفاتح جوان من كل السنة، وتكون الإجابة عليه عن طريق البرامج الترفيهية المنظمة هنا وهناك من قبل مديريات الثقافة والمؤسسات والجمعيات الثقافية. برامج تفرضها المناسباتية ويميزها في غالب الأحيان التشابه في المحتوى والفقرات المقدمة، وكأنّ الأفكار قد جمّدت، وحس الإبداع والابتكار قد هجر المنظمين.
عروض مسرحية، فقرات للمهرج والتهريج حفلات فنية للرقص والغناء، ألعاب للخفة وغيرها من البرامج التي تعود كل سنة بنية زرع الفرحة عند الناشئة والالتزام بمسؤولية الاحتفال وإحياء اليوم العالمي، في غياب أية دراسة حول وقعها على نفسية وشخصية الطفل، وخاصة احتياجاته المتطورة من سنة إلى أخرى وفق تطور وتسارع التكنولوجيات الحديثة وعصرنة اهتمامات الناشئة ومتغيراتها..
اليوم مع وجود أدب للطفل يعاني غياب التواصل بين الكاتب والمتلقي الصغير وعقدة هل نكتب للطفل أو على الطفل؟ والأكثر سوءا من ذلك تردي روح المقروئية بسبب تعلق الصغار باللوحات والهواتف الذكية، ومسرح للطفل يعاني هو الآخر من قلة الإمكانات والتشجيع، يبقى ما يقدم للناشئة في عيدها العالمي مجرد «كليشي» أو برامج مرسكلة، بعيدا كل البعد عن القيمة المضافة لبناء شخصية الطفل وتنمية ذكائه.
تعود معظم البرامج الاحتفالية بيوم الطفل ومعها صيغة «التكرار والاجترار»، في عصر بدأت فيه فكرة الذكاء الصناعي وتطوير قدرات ومواهب الناشئة تغزو المجتمع، وبدأت تنتشر تقاليد جديدة لإبراز المواهب الصاعدة وتشجيع تواجدها بقوة على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يستدعي هو الآخر دراسة سوسيولوجية من أجل حماية الطفل من كل المخاطر.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.