ضربات موجعة ومتتالية يتلقاها النظام المغربي، على خلفية قضية استقبال إسبانيا للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، وتكذيب واشنطن للرباط بشأن المناورات.
أثار النظام المغربي ضجة كبيرة، وجند آلته السياسية والإعلامية للتشهير والابتزاز الذي يستهدف ضرب قضية الشعب الصحراوي.
وجاءت هذه الممارسات على خلفية استقبال إسبانيا للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي للعلاج في أحد مستشفياتها من فيروس كوفيد 19 قبل أكثر من شهر.
أزمة مع إسبانيا
أحدث المغرب أزمة دبلوماسية مع مدريد، زاد في تأجيجها عندما تغاضى عن تدفق آلاف المهاجرين غير النظاميين، مغاربة وأفارقة باتجاه مدينة سبتة الخاضعة للاحتلال الإسباني,
وداس المسؤولون في المغرب على الشراكة التي تربطهم بإسبانيا وهاجموها بقوة، كما استدعوا سفيرتهم من مدريد.
الموقف المغربي أثار حفيظة الحكومة الإسبانية التي قالت إنها استقبلت الضيف الصحراوي لدواعي إنسانية.
ورفضت مدريدالربط بين مسألة استقبالها للرئيس الصحراوي الذي كان مريضا، وبين مسألة تدفق المهاجرين غير النظاميين نحو الأراضي الإسبانية.
واعتبرت وزيرة الدفاع مارغاريتا روبلز في تصريح لها 20 ماي المنصرم أن تصرف الرباط يدخل في إطار سياسة الابتزاز.
خيبات وصفعات
غير أن الضجة التي أثارها المغرب وافتعاله لأزمة دبلوماسية مع إسبانيا، سرعان ما جلبت له خيبة أمل كبيرة,
فالضغوط على إسبانيا لم تجلب للمغرب الاعتراف بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية، لا من طرف مدريد ولا من طرف الأوروبيين.
زيادة على ذلك، فإن الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي أحبط المناورات المغربية، من خلال تجاوبه بشكل طوعي مع المحكمة العليا الإسبانية.
ولم تتخذ المحكمة الإسبانية أي إجراء ضد الرئيس الصحراوي، وغادر هذا الأخير إسبانيا عائدا إلى الجزائر بدون حرية.
ويقول ممثل جبهة البوليساريو إسبانيا، عبد الله العرابي، في مقابلة مع القناة الإسبانية الثالثة إن السبب الأساسي للأزمة التي افتعلها المغرب مع إسبانيا لا علاقة لها بالرئيس الصحراوي، بل هو انتزاع مواقف سياسية من إسبانيا.
بعد قضية غالي، تلقى المخزن صفعة أخرى، وهذه المرة من طرف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
فقد نفى البنتاغون الثلاثاء الماضي، ما أعلنه المغرب من أن جزءا من مناورات “الأسد الإفريقي 2021” العسكرية المشتركة، سيجري في الأراضي الصحراوية المحتلة.
وكان رئيس الوزراء المغربي، سعد الدين العثماني، قد نشر الخبر الكاذب في تغريدة له على موقع تويتر، واعتبر ذلك “تتويجا” لاعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمغرب بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية.
واعتبرت مستشارة الرئيس الصحراوي المكلفة بالعالم العربي، النانة لبات الرشيد، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن تكذيب واشنطن للرباط، بخصوص المناورات هو “ضربة قاضية للاحتلال المغربي”.
وخلصت المسؤولة الصحراوية إلى أن “نظام المخزن ككل الأنظمة الاستعمارية تلميذ غبي لا يستوعب الدروس..”