تتميز تشريعيات 12 جوان، عكس مواعيد انتخابية سابقة، بترشح عدد كبير من الصحفيين، في قوائم حرة وأحزاب.
يقول إدريس عطية، محلل سياسي، في تصريح لـ “الشعب أونلاين”، إن “تمثيل المواطن في البرلمان يهم شرائح المجتمع،
صحافيون، أساتذة وغيرهم. أي برلمان في العالم يعكس التنوع الحاصل في المجتمع”.
ويرى المتحدث أن قانون الانتخابات الجديد فسح مساحة واسعة لكفاءات من المجتمع. وأسقط “الصراع القائم في الماضي على رأس القائمة الانتخابية والترتيبات الحزبية المتعلقة بذلك”.
ويبرز متحدث “الشعب أونلاين” أهمية التحول نحو الاقتراع المفتوح، بدل الاقتراع على الورقة الواحدة، وهو ما يمنح -حسبه- الفرصة لفئات من المجتمع للترشح.
وفيما لا يوجد رقم محدد لعدد الصحفيين الذين ترشحوا لانتخابات 12 جوان، غير أن إعلانات الترشح في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر دخول عدد كبير منهم سباق التشريعيات.
طموح مشروع..
رياض بوزينة، صحفي وكالة الأنباء الجزائرية، مترشح في قائمة حزبية، يقول لـ”شعب أونلاين” إن “الصحفي مواطن جزائري بالدرجة الأولى، يحق له الوصول إلى المجالس المنتخبة مثلما يحق لغيره”.
ويعتقد بوزينة أن طبيعة العمل الصحفي والاحتكاك بالعمل البرلماني، يجعل الصحفي ملما بأبجديات العمل النيابي ووظيفة النائب. هي جوانب تفسر – مثلما يقول – ترشح عددا كبيرا من الصحفيين لتشريعيات 12 جوان.
في السياق، يرى بوزينة أن الصحفي يكون، عادة، أقرب إلى معاناة المواطن، وبالتالي يكون أقرب جسر لعبور شكاوى وانشغالات المواطنين نحو صانع القرار.
قناعات شخصية..
من جانبه، يرى الصحفي بجريدة “الشروق”، محمد مسلم، مترشح في قائمة حرة، “لا يمكن اعتبار ترشح عدد كبير من الصحافيين ظاهرة”.
وتابع: “يحق لأي صحفي الترشح مثل غيره من الفئات الأخرى في المجتمع”.
وذهب مسلم، في حديثه لـ”الشعب أونلاين”، إلى ربط ترشح الصحافيين بـ”قناعات شخصية، والاعتقاد بنزاهة انتخابات 12 جوان”.
تفسير الظاهرة..
يربط الأستاذ عطية ترشح عدد كبير من الصحفيين بعوامل مختلفة: أولها، يتعلق بطبيعة مهنة الصحفي، الحامل لرسالة إعلامية تنقل انشغالات المواطنين، إضافة الى القدرة على التواصل ومخاطبة الآخرين.
وبالتالي، “نجد صحافيين ترشحوا في هذه الانتخابات للتحول إلى نقل انشغالات المواطنين في إطار عمل نيابي، إلى جانب الرغبة في ممارسة العمل الرقابي، ومنهم من اعتاد ممارسته في مهنته”.
خوض تجربة جديدة
ويشير عطية إلى عامل ثاني، متعلق بجوانب نفسية: “من الصحفيين من يخوض انتخابات 12 جوان من باب تجربة جديدة، وهذا ليس حكرا على الصحافيين فقط”.
ويواصل عطية قوله: “يوجد أيضا أساتذة في الأطوار التعليمة الثلاثة أو في التعليم العالي قرروا خوض هذه التجربة”.
“غربلة”.. وسقوط رؤوس
“غربلة” قوائم المترشحين أسقط أسماء من القوائم النهائية، لأسباب لم يبلغوا عنها، باستثناء ذكر المادة 200 من القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات في المراسلة الموجه للمترشح المعني بالإقصاء.
ومن بين ما تنص عليه المادة 200، ألا يكون المترشح معروفا لدى العامة بصلته مع أوساط المال والأعمال المشبوهة، وتأثيره بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الاختيار الحر للناخبين وحسن سير العملية الانتخابية.
وفي هذا الشق بالتحديد، رفض صحفي أسقط من سباق التشريعيات، الحديث لـ”الشعب أونلاين” عن أسباب الإقصاء.
تجارب سابقــة
وفي خمس عهدات برلمانية سابقة، برز صحافيون في العمل النيابي بالغرفة السفلى للبرلمان، منهم الراحل ميلود شرفي، وهو عضو مؤسس في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وزميلته في الحزب الصحفية زهية بن عروس.
وصحفيون آخرون مثل براهيم قارة علي، عن حزب جبهة التحرير الوطني، ومراد بوطاجين عن “الأفالان”.
سمير شعابنة، الصحفي السابق في التلفزيون الجزائري، أحمد بوبريق، عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وكان صحفيا بالتلفزيون الجزائري، وغيرهم كثيرون.