عندما تفقد الدبلوماسية الأداء، البوصلة والأخلاق، يصبح ديدنها الكذب والبلطجة؛ وصف يعكس وضع الدبلوماسية المغربية، التي أصبحت لا تجد حرجا في ممارسة البلطجة في المحافل الدولية بشكل مثير للشفقة، حيث لم تجد مندوبة المغرب لدى الاتحاد الإفريقي إلا اللجوء إلى التشابك بالأيدي للتشويش على انتخابات البرلمان الإفريقي، مما حدا برئيس مفوضية الاتحاد، موسي فكي محمد، في تغريدة له على حسابه على تويتر، الدعوة إلى احترام مؤسسات الاتحاد واحترام الوظيفة البرلمانية وهي سابقة في حوليات الاتحاد.
صفعة أخرى يتلقاها المغرب من رئيس «أفريكوم» هذه المرة، بعدما أعلن أن المناورات المشتركة الدورية بين الجيشين الأمريكي والمغربي، المعروفة بـ»الأسد المتأهّب»، ستقام كسابقتها على الأراضي المغربية المعترف بها دوليا فقط، مكذّبا بذلك ما جاء على لسان رئيس حكومة المغرب، سعد الدين العثماني، الذي قال إن هذه المناورات ستشمل الأراضي الصحراوية المحتلة؟!
أما الانحراف الآخر وليس الأخير لدبلوماسية تحتضر، عكسها تعاطي هذه الأخيرة مع رحلة علاج الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي إلى إسبانيا، الشيء الذي أصابها بنوبة هيستيريا غير مسبوقة، جعلتها تلجأ إلى الكذب والتدليس المفضوح علّها تتدارك فوات القطار، فأطلقت العنان لأبواقها للترويج لأكاذيب وإشاعات تافهة، على غرار أكذوبة دخول الرئيس الصحراوي إلى إسبانيا باسم مستعار وبجواز سفر جزائري، أو منع السلطات الإسبانية لطائرة جزائرية دخول أجوائها، كانت أرسلتها الحكومة الجزائرية لجلب الرئيس الصحراوي بعد انقضاء فترة علاجه، ليتم دحض تلك الأكاذيب بالصورة والصوت بعد زيارة أدّاها الرئيس تبون، مرفوقا برئيس الأركان السعيد شنقريحة إلى الرئيس غالي في مكان قضاء فترة نقاهته بالعاصمة الجزائر، بعدما عاد إليها في نفس الطائرة التي قال المخزن وأبواقه إنها عادت أدراجها بعدما رفضت مدريد دخولها… حبل الكذب قصير.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.