تحركات جارية داخل البرلمان الأوروبي لإدانة المغرب، بسبب استغلاله للأطفال القصر في نزاعه الدبلوماسي مع إسبانيا، على خلفية استقبال الأخيرة للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي للعلاج من فيروس كورونا.
يعقد البرلمان الأوروبي الخميس المقبل جلسة يفترض أن تناقش مسألة انتهاك المغرب لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، بسبب سماح الرباط في ماي الماضي للأطفال القصر بالمرور نحو الأراضي الأوروبية.
وصوت مكتب البرلمان الأوروبي بالإجماع في اجتماعه الأخير، على مشروع توصية ستقدم خلال جلسة الخميس في ستراسبورغ.
وبحسب ما نقلت مصادر إخبارية، تتضمن التوصية” إدانة صريحة ومباشرة” للمغرب، بخصوص استغلاله للقصر قي مسألة الهجرة غير الشرعية.
واتهمت إسبانيا والشركاء الأوروبيين، السلطات المغربية بالسماح لحوالي 8 آلاف من المهاجرين غير الشرعيين، مغاربة وأفارقة، بينهم 2000 من الأطفال القصر، نحو مدينة سبتة.
ابتزاز مغربي
التحركات داخل البرلمان الأوروبي يقودها مجموعة من النواب، بقيادة النائب الإسباني جوردي كاناس، الذي وجه سؤالا كتابيا إلى المفوضية الأوروبية، بشأن استخدام المغرب لموضوع الهجرة كورقة ابتزاز لإسبانيا.
وكتب كاناس أن الرباط تستخدم الهجرة غير الشرعية لممارسة ما اسماه الابتزاز الدبلوماسي ضد دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
وطالب البرلمان الأوروبي بمراجعة علاقاته مع المغرب ودراسة كافة السبل الممكنة لردع هذه الدولة.
ودعا النائب الأوروبيين إلى تعليق الاتفاقيات والبرامح الموقعة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، إضافة إلى توقيف الدعم المالي المقدم للرباط في إطار برامج محاربة الهجرة وحماية الحدود.
تضامن أوروربي مع إسبانيا
انتقد الأوروبيون تعامل المخزن مع قضية المهاجرين غير الشرعيين، وتضامنوا مع إسبانيا التي كانت قد نددت بتدفق المهاجرين نحو سبتة في الفترة الممتدة من 18 إلى 20 ماي الماضي.
وحذر نائب رئيس المفوضية الأوروبية، مارغريتيس شيناس، المغرب، بقوله إنه لا يمكن لأي دولة ابتزاز الاتحاد الأوروبي بقضية المهاجرين.
وشدد شيناس في تصريح سابق لإذاعة إسبانيا الرسمية على “أن حدود سبتة هي حدود أوروبية وأن ما يحدث ليس مشكلة إسبانيا فقط بل مشكلة لجميع الأوروبيين.”
ومن جهتها، اتهمت منظمة العفو الدولية في وقت سابق المغرب باستغلال المهاجرين غير الشرعيين، وطالبي اللجوء في الأزمة الدبلوماسية القائمة بينه وبين مدريد.
وقالت فرجينيا ألفاريز، رئيسة برنامج السياسات الداخلية والباحثة في الفرع الإسباني لمنظمة العفو الدولية:”إن المغرب يتلاعب بأرواح الناس.. يجب على السلطات ألا تتلاعب بمصائر البشر، ومن بينهم مواطنوها، في إطار مناورات سياسية..”
وتؤكد المنظمة إن طالبي اللجوء والمهاجرين يستخدمون كقطع شطرنج في لعبة سياسية بين المغرب وإسبانيا، بعد أن دخل أكثر من 8000 شخص، بينهم حوالي 2000 طفل غير مصحوبين بذويهم، مدينة سبتة من المغرب بشكل غير قانوني، قبل تعرضهم للطرد الجماعي.
توجيهات الملك
النظام المغربي الذي كان قد تجاهل الانتقادات الأوروبية على خلفية تدفق آلاف المهاجرين غير الشرعيين نحو سبتة، سارع إلى انتقاد التحرك الأوروبي.
وقال رئيس مجلس النواب المغربي، حبيب المالكي، إن المبادرة الأوروبية “تندرج في إطار محاولات لصرف الانتباه عن أزمة سياسية ثنائية خالصة بين المغرب وإسبانيا”.
وأقر بأن الأزمة بين بلاده وإسبانيا لا ترتبط بالهجرة، وإنما باستقبال مدريد للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي.
ولتجنب الإدانة الأوروبية أصدر ملك المغرب، محمد السادس بداية الشهر الجاري توجيهات بإعادة القصر المغاربة الذين عبروا بطريقة غير مشروعة إلى الاتحاد الأوروبي.
يذكر أن النظام المغربي الذي أثار أزمة دبلوماسية مع إسبانيا، تلقى ضربة موجعة عندما قرر القضاء الإسباني عدم ملاحقة الرئيس الصحراوي.