أيام معدودات تفصلنا عن موعد اختيار نواب المجلس الشعبي الوطني، السبت القادم، بعد متابعة ظاهرة “جديدة” طرأت على الجزائريين بشكل كثيف مقارنة بما حصل في السابق..
ترشحت نخب أكاديمية وإطارات مختصين وصحفيين في الانتخابات التشريعية، ليوم 12 جوان، فهل ستصل هذه النخب الى البرلمان وتساهم في تشكيل صورة جديدة عنه..؟
تغيير النمط الانتخابي
استطلعنا أراء، والبداية مع الدكتور حسين سالم، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة محمد بوضياف، بالمسيلة، المترشح عن حزب الفجر الجديد.
يقول سالم “من الاسباب التي جعلت النخب تترشح بقوة هذه المرة في الانتخابات التشريعية لــ 12 جوان 2021 هو التغيير في النمط الانتخابي.
في المرحلة السابقة كان هناك نظام “الكوطة”، يُرتب فيه المرشح حسب ما يقدمه من مال، ومن يقدم اكثر يكون على رأس القائمة.
هذه المرحلة تعرف تغييرا في نمط الانتخاب فاصبح عبارة عن قائمة مفتوحة والمترشحين جميعا سواسية، ولا يوجد ترتيب في القوائم، وكل مترشح له الحظ في الفوز بناءا على النتائج التي تحصل عليها من أصوات الناخبين”.
يشير سالم إلى أنه “في النظام القديم كانت النخبة مهمشة وحتى وان شاركت تُرتّب في ذيل القائمة. اذن النمط الجديد الانتخابي هو السبب الرئيسي الذي جعل من النخبة تشارك بقوة في العملية السياسية سواءا كمترشحين في قوائم حرة أوفي قوائم حزبية”.
لا مجال للمال الفاسد..
يضيف سالم أنه “من بين الاسباب هو عزم الدولة على محاربة أصحاب لمال الفاسد والمفسدين، لطمأنة هذه النخب بتوفير الجو الملائم لنزاهة وشفافية الانتخابات وهذا ما شجع النخبة وشجعني الى خوض غمار الترشح للانتخابات التشريعية.”
ويؤكد أن “المواطنين استقبلوا ترشحي، وترشح العديد من النخب، بالتفاؤل خيرا. كمترشح محسوب على النخبة، وجدت الاصغاء والاهتمام من قبل المواطنين لما نقوله في خطاباتنا حول دور النائب في المجلس الشعبي الوطني، وما هو المطلوب منه، استبشروا خيرا لما وجدوا نخب ذات كفاءات تريد ان تساهم في بناء مؤسسة تشريعية قوية لها قوة تأثير على المستوى الوطني والدولي”.
36 استاذ جامعي مترشح في المسيلة
يقول سالم: “في اعتقادي ان البرلمان القادم سيكون مختلطا بأغلبية نخبوية. في ولاية المسيلة فقط هناك 36 استاذا جامعيا مترشحا. الدولة تراهن على الكفاءات الجامعية، لان البرلمان السابق عرف انتقادات كبيرة مست مصداقية البرلمان الجزائري ليس فقط على المستوى الوطني بل حتى على المستوى الخارجي. لذلك لابد من ارجاع هيبة البرلمان، ومصداقيته عبر النخب المترشحة، ونتمنى ان تحصد اغلبية مقاعد البرلمان.”
الترشح الصعب..
يقول الوجه التلفزيوني يونس صابر شريف، المترشح عن حزب جيل جديد، وعن ولاية الجزائر العاصمة، إن “خيار ترشحي كان صعبا بالنسبة لي، حتى وإن كنت مناضلا في جيل جديد منذ عشر سنوات. لكن في نفس الوقت أنا صحفي، والانتقال من ثوب الصحفي إلى المرشح أو العمل السياسي الذي حاولت أن أقوم به بشكل سلس، ليس سهلا، من خلال نشر فيديوهات على وسائط التواصل الاجتماعي تشرح أسباب ترشحي، ودعوة الناس للانتخاب علي. الانتقال كان صعبا، لكن اليوم هناك تجاوب في وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى الشارع”.
يؤكد صابر شريف وجود “رواسب كثيرة تركها برلمانيون سابقون سوقوا صورة سلبية جدا عن مهمة البرلماني.
اليوم نتحمل تبعاتها كمترشحين. نجد صعوبة في إقناع الناس للتصويت وعدم الوقوع في فخ الصورة المشوهة التي تمثل أصحابها عن العمل النيابي. ندعو الناس للتصويت، وشرح مهمة النائب والعمل البرلماني”.
يقول صابر شريف “في جميع الحالات سيكون البرلمان نوعيا، مقارنة بنسبة المترشحين الكثر، والقانون الانتخابي الجديد، الذي يعطي فرصة للكفاءات لولوج قبة البرلمان، بحكم القائمة المفتوحة التي تتيح للمصوتين الاختيار المباشر. ستكون هناك مناصفة بين الشباب والنساء، ويفوز كل من له شعبية”.
التغيير قادم..
وفي ذات الصدد يقول الدكتور في الحقوق والموثق الأزهر دقلة، المترشح عن الدائرة الانتخابية لولاية تقرت، “أن مساري المهني والدراسي كان حافزا لي شخصيا ومشجعا لشريحه عريضة من المجتمع المحلي لاقتراحه كمرشح للتشريعيات 12 جوان 2021.
ومن خلال تجربتي وخبرتي المتواضعة وخاصه تلك المتعلقة بمشاركتي في لجان بوزارة المالية والمجلس الوطني للمحاسبة”. ويضيف، في ذات السياق، “أظن أن المواطنين بولاية تقرت يعتقدون أنني أهل لهذه المهمة البرلمانية.
من جهتي أتمنى أن أكون قيمة مضافة لبلدي فيما يخص اثراء القوانين ومناقشتها”. ويتابع دقلة: “البرلمان السابق كانت به كفاءات من خبراء ودكاترة لا يستهان بهم بغض النظر عن بعض البرلمانيين من أصحاب الشكارة.. إلخ”. وتحدث دقلة عن “ظهور بصيص أمل لتحول الوضع في البلاد نحو تغيير فعال في الأفعال والممارسات السياسية”.