تطرح الجزائر مقاربة جديدة في الاعتماد على السلاح الأخضر، كخيار استراتيجي لتأمين الأمن الغذائي القومي للجزائريين، هذه المقاربة التي تهدف بالأساس لرفع الإنتاج الداخلي والتصدير، وهو توجه مهم وحيوي، تنفيذها عمليا بحاجة لاستراتيجية عمل أكثر فعالية.
بهذا الشأن، توجد تجارب زراعية دولية استطاعت في عديد البلدان تحقيق المعادلة الصعبة في بناء قاعدة زراعية منتجة، بمراجعة السياسات التقليدية في تسيير القطاع الزراعي والعمل بمخططات عملية بعيدة الأمد.
مثلت التجربة الزراعية الصينية بعد الاستقلال، أنموذجا عمليا على فشل التوجه غير التنافسي في الزراعة، حيث فشلت المخططات التقليدية الاشتراكية الماوية في تحقيق الاكتفاء الغذائي الذي نتجت عنه مجاعة كبرى، خلال عامي 1959- 1962، حيث تقدر وفيات المجاعة بأزيد من 36 مليون إنسان، نتجت، بحسب ما كشف عنه الحزب الشيوعي، جراء 70 بالمائة من السياسات الاقتصادية لمشروع «القفزة العظمى للأمام»، بالإضافة لــ30 بالمائة جراء الكوارث الطبيعية.
لقد تغيرت وغيرت الصين من خياراتها الزراعية فــ»دق نواقيس الخطر»، حفز الإدراك التام بضرورة التحول من النمط التقليدي للكومونات، حيث تم إطلاق جولة إصلاح جديدة، جراء عدم وجود حوافز العمل، والتفكير الإبداعي، وتم تقديم شكل جديد من أشكال الإصلاح في عهد رئيس الوزراء الصيني الأسبق تشوان-لاي، باستحداث أشكال جديدة للإنتاج، تتمثل في «متعاقد بشكل كامل مع الأسر».
كما طبق تأجير الأراضي وفق عقد خاص، مع حرية إدارة الحيازة والإنتاج، حيث نجح هذا النموذج فوريا، بالإضافة لأنه حسّن جودة وكميات الإنتاج.
وأطلقت الصين كذلك عام 1988 «مشروع سلة الخضروات»، الذي هدف لزيادة إنتاج الخضروات، وتحسين استقرار أسعار المواد الغذائية، أين تم إنشاء قواعد الخضار والفواكه في جميع أنحاء البلاد في إطار المشروع، مما مكن الناس من ملء أطباقهم بالخضروات على مدار السنة.
وبفضل التطوير والتقانة والبحث العلمي، تعد الصين حاليا أكبر منتج زراعي في العالم، حيث تنتج ما يكفي لخُمس سكان العالم من نحو 10% من أراضيها الصالحة للزراعة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.