رغم التباين الشديد بين الباحثين لظاهرة الاستعمار وتصنيفاته بخاصة، فقد وجدت توافقا شبه تام حول الاستعمار الاستيطاني من حيث تعريفه ونتائجه بخاصة خلال القرون الثلاثة الماضية.
فرغم تباين الباحثين حول اشكال الاستعمار وتصنيفاته (الاستعمار الاستيطاني، الاستعمار الاستغلالي، الاستعمار البديل، والاستعمار الداخلي في دراسات Nancy Shoemaker والتي يضيف لها Patrick Wolfe في دراسته في مجلة American Historical Review ثمانية أشكال أخرى الى جانب هذه الأشكال الأربعة (الاستعمار الاستخراجي، التجاري، النقلي، التوسعي، الاستعمار لأغراض خاصة، القانوني، استعمار القطاع الخاص، والاستعمار الحالم).
لكن القاعدة التي وجدتها عند الجميع وبخاصة في المجلات العلمية المتخصصة في هذا المجال مثل مجلة:
Settler Colonial Studies. ، وفي دراسات Lorenzo Veracini الذي يعد من أبرز الباحثين في هذا المجال، أو في دراسات Henry Schwarz و Sangeeta Ray
في كتاب : A Companion to Postcolonial Studies، أو كتاب
A. Dirk Moses-Genocide and Settler Society ( 219 بخاصة الصفحات بعد أو دراسة Patrick Wolfe وعنوانها:
Settler colonialism and the elimination of the native
المنشورة في مجلة: Journal of Genocide Research السنة 2006الصفحات (387-409
كلها دراسات تتفق على ان القاعدة المركزية هي أن «المستعمرات التي بقيت فيها نسبة السكان الأصليين أعلى من نسبة المستوطنين نالت في نهاية المطاف استقلالها وتخلصت من نظام الاستعمار الاستيطاني ولو بقيت أنماط الاستعمار الاخرى أو تم ابتداع أشكال سيطرة أخرى، وتتضح هذه القاعدة مثلا في كينيا والجزائر وأنغولا وجنوب إفريقيا وزيمبابوي، بينما الدول التي تفوق فيها المستوطنون على السكان الأصليين تباينت نتائج كفاحها، بل إن كثيرا من المستوطنات انفصلت عن مجتمعها الأصلي، وهناك مستوطنات تنوع السكان فيها بين المستوطنين عرقيا ودينيا ولغويا…إلخ.
ما يؤرق الكيان الصهيوني في فلسطين سواء أعلن مفكروه ذلك ( كما فعل الاستاذ الجامعي» آلان بابيه « الذي غادر اسرائيل بعد صراع مع حكومتها وكما فعل غيره من المؤرخين الجدد) أو لم يعلنوا إلا في مناقشات يتسرب بعضها لوسائل الاعلام هو موضوع: الغلبة السكانية للفلسطينيين إذا تم الحساب على أساس فلسطين التاريخية، لذا فإن المعركة الديموغرافية هي الكفة المقابلة للمعركة الجغرافية.. ربما.