بين الحقائق العلمية والاعتقادات الشائعة رصدت”الشعب اونلاين” مجريات حملة التلقيح ضد كورونا بوهران.
دعت مديرية الصحة والسكان لوهران إلى أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، وعدم الانسياق وراء الشائعات الكاذبة حول لقاحات كورونا، مشددة على ضرورة المساهمة بقوة في تعزيز جهود البلاد لتحقيق المناعة الجماعية.
الدكتورة بن كنين فائزة: البلاد لا تزال بعيدة عن مناعة القطيع، وكل اللقاحات آمنة
أكّدت الدكتورة بن كنين فائزة، طبيبة مختصة بمديرية الصحة لوهران، ومكلفة بالإعلام، أن الهدف الأساسي من التلقيح، هو تقليل خطورة أعراض الإصابة بفيروس كرونا، وتعزيز المناعة الجماعية من خلال تطعيم أكبر عدد من الأشخاص، مع مواصلة تطبيق الإجراءات الاحترازية، للتقليل من عدد الحالات.
ونبّهت بن كنين في سياق متّصل إلى أنّ المناعة الجماعية ضد فيروس كورونا في الجزائر لا تزال ضعيفة، ينما يجب أن تفوق النسبة ال70 بالمائة للحديث عن ما يعرف بالمصطلح الطبي ب”مناعة القطيع”، وفق تعبيرها.
وطمأنت المتحدثة ذاتها المواطنين بأنّ “كل اللقاحات الموجودة في الجزائر آمنة لكل المراحل العمرية، ولم تسجل أي مضاعفات خطيرة بوهران كعيّنة، ما عدا تسجيل أعراض جانبية بسيطة، على غرار باقي اللقاحات المرخصة في الجزائر.”
لا يوجد دراسة طبية تؤكد الموانع وتفسر ظاهرة انجذاب المغناطيس
وفي ردها على الفيديوهات المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي بين المواطنين، والتي تظهر انجذاب المغناطيس إلى أجساد أشخاص يدعون أنهم تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، أوضحت أنه “لا يوجد دراسة طبيبة، تؤكد الظاهرة”، ووصفت هذه الشائعات بالخرافات، التي لا أصل لها على الإطلاق.
وفي سؤال حول موانع أخذ لقاح كرونا، أكّدت منع تطعيم الحوامل والمرضعات والأشخاص أقل من 18 سنة، إلاّ أنّها أوضحت أنه “لا يوجد معطيات علمية كاملة، تمنع تطعيم هذه الفئات ضد المرض، وأنّ البحوث العلمية الأساسية، والتجارب التطبيقية متواصلة”.
ووفقا لها، يمنع التطعيم أيضا على الأشخاص الذين أصيبوا بالكوفيد لمدة أقل من ثلاث أشهر، نظرا لأن أجسادهم مزودة طبيعيا بالمضادات، داعية هذه الفئة إلى إتمام مدة من 3 إلى 6 أشهر، قبل أخذ التلقيح.
الإحساس بالأمان الذي تعطيه الجرعة الأولى “مغلوط ومخادع”
وفي موضوع متصل، اعتبرت الدكتورة بن كنين فائزة، أن “الإحساس بالأمان الذي تعطيه الجرعة الأولى مغلوط ومخادع ؛ حيث بإمكان الشخص المطعم بجرعة واحدة الإصابة بالكوفيد”، وهو ما يستدعي _حسبها دائما_ مواصلة احترام الإجراءات الوقائية.
كما أوضحت الدكتورة أنّ المناعة الفاعلة المكتسبة تجاه الكرونا، تتكون بعد الجرعة الثانية، وأن المدة بين الجرعة الأولى والثانية، لا تخضع لمعايير دقيقة، وتختلف من لقاح لآخر؛ حيث أنّ المدة بين الجرعة الأولى والثانية من اللقاح الروسي”سبوتنيك” 21 يوما، فيما أنّ لقاح البريطاني”أسترازينيكا” الجرعة الثانية، تكون بعد ثلاثة إلى ستة أسابع، وفق نفس المصدر.
وفي سياق متصل، دعت إلى توخي الحذر الشديد من عدم الاستمرار الإجراءات الوقائية والتباعد الجسدي، بعد الحصول على لقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وذلك لأن فترة المناعة أو الحَصانة بعد التطعيم، لا زالت غير معروفة حتى تاريخ كتابة هذا المقال.
الطبيب هو الذي يقرر الأشخاص المؤهلين للتطعيم
وبخصوص الفحص الطبي، المفروض حاليا، قبل التطعيم ضد “كوفيد-19″، أكّدت المتحدثة ذاتها أنه من الضروري إجراء فحص كلينيكي عادي من قبل الفريق الطبي الموجود في الموقع المخصص للتطعيم، ويتضمن فحص الرئتين والحنجرة، مع قياس درجة الحرارة ومستوى ضغط الدم والنبض.
كما يطرح الطبيب بعض الأسئلة والاستفسارات حول إذا كان الشخص قد أصيب سابقا بأي مرض خطير أو يعاني من عدم انتظام الهرمونات أو السكر في الدم، وغيرها من الاضطرابات التي تحدث خللا كبيرا في الجسم.
وتشير محدثتنا، إلى أن “الطبيب هو الذي يقرر الأشخاص المؤهلين، وما إذا كان التطعيم ممكنا خلال فترة معينة، أم يجب تأجيله، وخاصة إذا كان مسار الشخص، ولاسيما المصاب بأمراض مزمنة في وقت التطعيم غير طبيعي”.
وهران تستلم 31303 جرعة لقاح، وتنتظر وصول 15 ألف جرعة جديدة
جدير بالذكر أن وهران، تحصلت على 31303 جرعة من اللقاحات الأربعة المضادة لكوفيد 19: البريطاني”أسترازينيكا”، والروسي”سبوتنيك”، والصيني بنوعيه “سينوفارم” و”سينوفاك”، وذلك إلى غاية تاريخ 6 جوان 2021.
كما تنتظر الولاية وصول 15 ألف جرعة جديدة من لقاح “سينوفاك” لتغطية الطلب المتزايد ، لكن لم تعلن الوصاية بعد عن موعد تسلم هذه الجرعات.
وقد انطلقت عملية التلقيح ضد فيروس كورونا بوهران في فيفري 2021 بالمستشفى الجامعي أول نوفمبر، قبل أن تعمم على مستوى جميع المؤسسات الصحية الجوارية، بدء بالفئات المستهدفة من عمال الصحة وذوي الأمراض المزمنة وكبار السن أكثر من 65 سنة.
حملة التلقيح بالفضاءات العمومية متواصلة
وتتواصل الحملة التي انطلقت يوم الأحد 6 جوان على مستوى ساحة الطحطاحة بالمدينة الجديدة، من أجل ضمان التلقيح لمختلف فئات المجتمع، وذلك بتسخير فرقتين طبيين تابعتين لكل من المؤسسة الجوارية واجهة البحر، وحي الغوالم، مع تسجيل تلقيح ما معدله 150 إلى