تتوالى الصفعات التي بات الاحتلال المغربي يتلقاها من دول أوروبية، وآخرها موقف الكونغرس الأمريكي الصريح والعادل، الذي فضح به إدعاءات المغرب المنطوية على أطماع استعمارية لئيمة في الصحراء الغربية، حيث تتواصل معاناة الشعب الصحراوي المكافح تحت وطأة الاحتلال المغربي، وتنطبق على المغرب مقولة “الاستعمار تلميذ غبي”، فكيف له أن يؤمن بمزاعم ارتجالية أطلقها ترامب المتهور؟.. لأنها في الأساس تتناقض مع الشرعية الدولية ومع قرارات الأمم المتحدة التي لا يمكن أن يعلو عليها أي قرار مهما كان مصدره.
قبل أن يستوعب المغرب تلقيه الصفعة المؤلمة لدول أوروبية على غرار ألمانيا وإسبانيا حول الصحراء الغربية، تفاجأ برد آخر صارم وصادم وقع عليه مثل الصاعقة وبدّد أحلامه غير المشروعة، على خلفية اعتراض الكونغرس الأمريكي على فتح قنصلية الولايات المتحدة في الداخلة المحتلة، ورفض الكونغرس بيع طائرات بدون طيار للرباط، وهما الوعدان اللذان سبق وأن قطعهما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمغرب، ذلك أن توجّه إدارة بايدن لا يتناسق مع نوايا ترامب السيئة، لذا سيجد المغرب نفسه يعود إلى نقطة الصفر محملا بالخسائر الدبلوماسية والعسكرية والسياسية وحتى الاقتصادية، لأن ألمانيا وإسبانيا جزء لا يتجزأ من فضاء الاتحاد الأوروبي، وأي خطر يطال الدولتين الكبيرتين يهدّد كذلك دول المنطقة بأسرها التي لن تصمت عن أي تهوّر للمغرب.
المغرب ليس بخير بعد الانتكاسة الأخيرة التي تعرض لها وبداية فقدانه للدعم الأمريكي بسبب أطماعه المفضوحة ومحاولة إستيلائه على أرض لا يملكها، ومما يبدّد الأوهام والأحلام والأطماع المغربية، التصريح الأخير للناطقة باسم وزارة الشؤون الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، التي كشفت أن بلدها لا يعترف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، وفوق ذلك قالت أن موقف موسكو الداعم للقضية الصحراوية “لم يتغير”.
الصحراويون الأحرار لا يمكنهم التفريط في أرضهم أو التوقّف عن كفاحهم بجميع الوسائل المتاحة، ولعلّ المساعي الدبلوماسية وفضح تجاوزات المحتل في الإعلام الدولي، من شأنه أن يعجل بتحريك الآليات الأممية وفرض مبدأ تقرير المصير الذي ينهي الصراع ويفضي إلى تسوية دائمة ونهائية للقضية الصحراوية التي مازالت تتصدّر قضايا تصفية الاستعمار في العالم بالمحافل الدولية، وما على المغرب سوى الجنوح للقوانين الدولية.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.