باستلام الباخرة «برج باجي مختار3»، التي ستبحر نحو الجزائر قادمة من الصين، سيتعزّز النقل البحري في بلادنا بفك الخناق عن الشركة الوطنية للنقل البحري، التي كانت تضطر في كل مرة لكراء سفن لتغطية العجز بسبب عدم تجديد أسطولها على مدار عقدين كاملين.
برج «باجي مختار 3» القادرة على نقل 1800 مسافر وشحن 600 سيارة دفعة واحدة، مع استقلالية في الطاقة والمؤونة تصل إلى 10 أيام، يمكنها أن تقلّل من حدّة منافسة شركات النقل البحري الفرنسية والإسبانية للشركة الوطنية التي تعمل في المجال والتي كانت تضطر إلى كراء بواخر هذين البلدين لتغطية الطلب المتزايد من المسافرين الجزائريين، خاصة من المغتربين المقيمين بأوربا الذين يتوافدون، عادة، بشكل كبير على بلادهم الجزائر في فصل الصّيف لقضاء العطلة وزيارة العائلة.
الأكيد أن هذه السفينة العملاقة، التي بنيت في إحدى ورشات شركة صينية بعد فوز هذه الأخيرة بمناقصة دولية أطلقتها الشركة الوطنية للنقل من أجل اقتناء باخرة لنقل المسافرين العام 2016، ستعزّز الأواصر بين جاليتنا في أوربا ووطنهم الجزائر، حيث ستخفّف عليهم عبء غلاء تذاكر النقل الجوي، مما سيسمح بزيارة عائلات بأكملها إلى ذويهم وأهاليهم في الجزائر بأقّل التكاليف، وهذا علاوة على الجانب الاقتصادي، حيث يمكن لجاليتنا في الخارج أن تساهم في إنعاش السياحة، بشرط أن تكون هذه الخطوة متبوعة بأخرى ملموسة على صعيد الإيواء، الإطعام والخدمات السياحية الأخرى لتشجيع الجزائريين أينما كانوا على قضاء عطلتهم في البلد.
كان وسيظل النقل عصب أي اقتصاد في العالم. وأيّ دولة لا تمتلك أسطول نقل قويا وفعّالا لا يمكنها أن تحلم بالتنمية، لأن أكثر الدول تقدّما وتطورا هي الدول التي تمتلك شبكات كبيرة للنقل، سواء تعلّق الأمر بالسكك الحديدية، النقل البري، الجوي والبحري بل إن النقل هو وحده اقتصاد والكثير من الدول تجني الملايير من الدولارات من عملية كراء السفن والطائرات وحتى القطارات للدول المجاورة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.