مثلما توقع محللون ومهتمون بالشأن الإيراني، أسفرت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عن فوز شخصية محافظة مقربة من المرشد الأعلى.
حصل الفائز في الانتخابات الرئاسية في إيران، إبراهيم رئيسي على 17 مليونا و950 ألف صوت، وفق النتائج النهائية التي أعلنها وزير الداخلية، عبد الرضا رحماني.
وحصل محسن رضائي (التيار المحافظ) على 3 ملايين و412 ألف صوت، وعبد الناصرهمتي (التيار الإصلاحي)نال مليونين و427 ألفا.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 48.8 بالمائة.
تجاذبات سياسية
وسلطت انتخابات الرئاسة في إيران الضوء مجددا على طبيعة النظام السياسي في الجمهورية الإسلامية، في ضوء التجاذبات الحاصلة بين التيارين: المحافظ والإصلاحي أو المعتدل.
وبعد 8 سنوات من حكم الإصلاحيين بقيادة حسن روحاني، يأت دور المحافظيين ليتولوا السلطة في هذا البلد.
ولم يكن فوز رئيسي بالانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 جوان 2021 ، بالأمر المفاجيء للإيرانيين و للمراقبين، لكون الرجل يحظى بدعم المرشد الأعلي، علي خامنئي، والمؤسسة الدينية المتحكمة في صنع القرار داخل إيران.
وكان مجلس صيانة الدستور، استبعد من السباق الانتخابي، شخصيات معروفة في الشارع الإيراني، أبرزهم الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، والرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان)، علي لاريجاني.
وانسحب من الانتخابات ثلاثة مرشحين هم: علي رضا زكاني، وسعيد جليلي، وانسحبا لصالح إبراهيم رئيسي.
وانسحب أيضا من الانتخابات، محسن مهر زاده لصالح المرشح، عبد الناصر همتي.
شخصية مقربة من خامنئي
يعد إبراهيم رئيسي من رجال الدين البارزين في إيران، وهو من المقربين للمرشد الأعلى، علي خامنئي، وهو الذي عينه في 2019 على رأس السلطة القضائية.
يرتبط رئيسي، الذي يتسلم مهامه في أوث المقبل، بعلاقات جيدة مع الحرس الثوري الإيراني.
خاض غمار الانتخابات الرئاسية في 2017 ، لكنه خسرها أمام حسن روحاني الذي تولى الرئاسة لعهدتين.
المرشد الأعلى سارع إلى مباركة الانتخابات، واعتبرها نصرا على الأعداء، وقال إن الفائز الأكبر هو الشعب الإيراني.
وبقول المحلل السياسي الإيراني، محمد صالح صدقيان، إن فوز رئيسي في الانتخابات، يشير إلى أن من اسماهم بالأصوليين والمحافظيين باتوا يسيطرون على جميع مفاصل الدولة، البرلمان أو الرئاسة أو بقية المؤسسات ومراكز القرار.
الانتخابات والملف النووي
وتطوي الانتخابات الإيرانية لعام 2021 صفحة حكم الإصلاحيين بقيادة حسن روحاني، وهي الفترة التي عرفت خلالها البلاد بعض الانفتاح على الغرب.
في 2015، أبرمت إيران والقوى الكبرى اتفاقا بشأن البرنامج النووي الإيراني، نتج عنه رفع عقوبات عن طهران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية.
غير ان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قضى على الاتفاق، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على طهران.
وبعد انتخاب رئيسا من التيار المحافظ في إيران، يتساءل مراقبون عن مدى انعكاس ذلك على المباحثات الجارية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، بهدف إحياء الاتفاق السابق.
غير أن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي كان قد أعلن الأسبوع المنصرم، أن “الملف النووي هو محط إجماع في الجمهورية الإسلامية..”
وأضاف أن الملف النووي “غير مرتبط بالتطورات الداخلية في البلاد وتتولاه جهات على مستوى أعلى..”
وبحسب، المحلل السياسي، محمد صالح صدقيان، الذي تحدث لقناة “الغد”الإخبارية العربية، فإن الأمور ستسير بشكل أفضل فيما يخص إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأشار المحلل أن إبراهيم رئيسي أعلن أنه لن يعارض مباحثات فيينا.