الموعد، اليوم، مع امتحانات البكالوريا، التي تحافظ على رونقها، رغم كل التحولات التي أحاطت بالمنظومة التربوية، منذ عشريات. كيف لا، وهي محطة يتقرر من خلالها مستقبل جيل يواجه تحديات لا يمكن أن ترفع سوى بالعزيمة والإصرار، إحدى شيم الشباب الجزائري، لا يلين أمام منعرجات الحياة.
عوائق زادتها تعقيدا جائحة كوفيد لم تنل من إرادة آلاف التلاميذ واجهوا تداعيات مواقف نقابات القطاع وتلكؤ الإدارة في ضبط الوضع التربوي، بوصلتهم النجاح وفقط مهما كانت المتاعب، فكل شيئ يهون من اجل العبور إلى الضفة الأخرى من الحياة، عنوانها الجامعة.
أكثر من هذا رد جميل الأولياء وما رصدوه من إمكانيات بسيطة، زادتها الدروس الخصوصية عبئا يضاعف من حمل «همّ» لا يمكن التخلص منه إلا بخبر نجاح إبن أو تفوق ابنة، فقد تشكلت قناعة لدى الأسرة الجزائرية بأن النجاح في هذا الامتحان هو كل شيئ ومن دونه لا طعم للحياة.
غير أن التعثر ليس نهاية العالم، أليس لكل جواد كبوة؟، ذلك، الأهم أن ينهض المرء مجدّدا، في إشارة للقدرة على المواجهة وإتمام المعركة التعليمية إلى النهاية، تحقيقا لرغبة ذاتية ولكن أيضا للبقاء على نفس المستوى ضمن الديناميكية التي يحققها المجتمع، غير مستسلم للظروف، مهما كانت صعبة أو القدر مهما كان محتوما.
مسؤولية كبرى على عاتق الأولياء بوضع جوانب الامتحان في نصابها بحيث لا ينبغي، كما ينصح به أخصائيون في البيداغوجيا وعلم النفس، السقوط في التعامل السلبي مع الأبناء، بل ينبغي أن يضخوا فيهم تلك العزيمة لتشكيل مناعة ضد هاجس الخوف، فكم من مجتهد أسقطه ارتباك، ما كان لو تم التعامل مع الأمر بمسؤولية، خاصة وأن التلميذ يتحمل أكثر من طاقته ولا ينبغي أن يدفع فاتورة غيره.
إجراء الامتحان في فصله، إشارة لعودة الحياة إلى طبيعتها بعد كل ما خلفه فيروس كورونا وقبله آفة الفساد، يبقى الأمل متعلقا بالعلم لإزالتها من المشهد من بوابة أخلقة الحياة العامة، مفتاحها الوحيد نبذ الغش والتزام قواعد النزاهة في طلب التفوّق، ثمرة الجد والاجتهاد.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.