في عاصمة الغرب الجزائري بوادر موجة وبائية جديدة، مع استمرار التهاون في تطبيق إجراءات مكافحة كورونا، وتزايد الطلب على وهران كوجهة سياحية.
يحدث هذا في الوقت الذي قلّصت فيه الولاية طاقة استيعاب المصالح المكلفة بـ”كوفيد_19″، على خلفية انخفاض عدد الحالات المصابة، والإبقاء فقط على مستشفى 240 سرير بمنطقة حي النجمة ببلدية سيدي الشحمي، في وقت تحصي الخارطة الصحية بالولاية 54 عيادة متعددة الخدمات، تعمل على مدار 24 ساعة.
مخاوف رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة
يتوقعّ رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان، بوخاري يوسف، إمكانية تضاعف عدد الإصابات اليومية بالفيروس التاجي من 40 حاليا إلى أكثر من 100 حالة، بعد استئناف الرحالات الجوية الدولية، والإعلان عن افتتاح موسم الاصطياف في 1 جويلية القادم.
وحذّر الدكتور قائلا إنّ “القطاع الصحي الجزائري، استنفذ جميع قواه، والمؤسسات الصحية، لم تعد تستطيع مواجهة كوفيد ماديا، لأنه يكلف أموالا باهظة، تصرف على الرعاية الصحية المركزة، ومرحلة الاستشفاء التي تزيد عن 5 أيام على الأقل، ناهيك عن الأدوية والأكسيجين…”
وأضاف مستطردا: “في حال زيادة الرحالات الجوية، واستمرار الوضع الراهن، ستخلق صعوبات كبيرة للولاية، لاسيما محدودية الوعاء السياحي للفنادق، واستحالة توفير أطقم طبية من أجل المراقبة الصحية لمجموع الوافدين، فترة الحجر.”
6 طواقم طبية بالمطار و4 بالأندلسيات
وعلى ضوء ذلك، نوّه المتحدث بإجراءات اتخذتها المديرية الولائية للصحة والسكان، انطلاقا من عزل المسافرين في الحجر 5 أيام، وتنصيب 6 طواقم طبيبة للفحص الروتيني المستمر في المطار الدولي أحمد بن بلة.
توقعات بحجز الفنادق الخاصة للحجر
وخصّصت الوصاية مركب “الأندلسيات” السياحي في عين الترك للحجر الصحي كإجراء احترازي، مع تسخير 4 فرق طبية، تعمل على مدار 24 ساعة، وتعاقدت مع مخابر خاصة لإجراء تحليل فيروس كرونا في اليوم الخامس، وسط توقعات بحجز الفنادق الخاصة، وفق المصدر نفسه.
وأوضح الدكتور بوخاري يوسف “أنّ الخطورة تكمن في استراتيجية فيروس كرونا، التي لا تزال غامضة، ومحل دراسات عديدة، لاسيما مع ظهور سلالات متحوّرة، ومضاعفات جديدة، تهاجم الكثير من أعضاء الجسم.
مضاعفات جديدة تهدد أعضاء الجسم
وأشار محدثنا إلى إصابة أعداد كبيرة من المتعافين بوهران بأمراض أخرى، ومشاكل صحية خطيرة، حتى بعد التعافي من المرض، منها القصور الكلوي والسكري والضغط الدموي وتلف البنكرياس واعتلالات في الدماغ، وصعوبة الإدراك واضطراب التمييز البصرى، وأعراض ضعف البصر والصداع والدوخة والإرهاق والتعب المزمن، وغيرها من الآثار الوخيمة التي يخلفها فيروس الكرونا.
واستدلّ ببعض حالات الوفاة، الناجمة عن السكتة القلبية المفاجئة عبر المؤسسات الإستشفائية بالولاية؛ ثبت بعد إجراء الفحوصات اللازمة أنها مصابة بفيروس كرونا، والغريب أنهم كانوا أصحاء تماما، وليس لهم تاريخ لأمراض وراثية في العائلة، وفق تعبيره.
وفي الختام، أوضح رئيس مصلحة الوقاية أنّ “المصابين الجدد بالسلالات المتحورة من فيروس كرونا، تظهر عليهم الأعراض باكرا، وتتميّز بشدتها وحدّتها، مع انخفاض معدل سن المرضى اللذين تستلزم حالاتهم خدمات الأكسجين والإنعاش من 70 إلى أقل من 40 سنة.”