في أجواء فرحة وبهجة، احتفلت الباهية، الجمعة، ببداية العد التنازلي للطبعة الــ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022، وهي كلها أمل وتفاؤل ونية صادقه في تحقيق التميز وتشريف الجزائر في أكبر وأقوى التظاهرات الرياضية.
تضمن البرنامج الاحتفالي لإعلان بقاء 356 يوما عن انطلاق التظاهرة الرياضية المقررة من 25 جوان إلى 5 جويلية 2022، نشاطات رياضية وثقافية وترفيهية، جرت فعالياتها ابتداء من الساعة الخامسة مساءا على مستوى باحة حديقة سيدي محمد، التي تعالت فيها الزغاريد وأهازيج الفرحة، لتنطلق بذلك رسميا الحملة الترويجية لاحتضان الباهية لهذا الموعد الهام.
ويجسّد الحضور المكثف للمواطنين الذين قدموا من بلديات عدة من الولاية وخارجها للاحتفال بهذه التظاهرة الكبرى، المنظمة من قبل لجنة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 رؤية ناضجة لدى الشارع الوهراني بأهمية هذا الحدث الإقليمي الذي تحتضنه الجزائر للمرة الثانية، بعد النسخة الأولى التي نظمتها الجزائر العاصمة سنة 1975، وفاز الفريق الوطني لكرة القدم بالذهبية في نهائي تاريخي ضد المنتخب الفرنسي.
وتحرص السلطات المحلية على تقديم وجه مشرف للجزائر من خلال الاستثمارات النوعية في مختلف مكونات القطاع الرياضي والسياحي والثقافي، ناهيك عما تزخر به من المرافق والمؤسسات والبنية التحتية التي تشكل القاعدة المادية والتنظيمية لإنجاح مثل هذه التظاهرات.
مدير الشباب والرياضة: عملية التحضيرات معقّدة وأغلب المنشآت بلغت مراحلها النهائية
واعتبر المدير الولائي للشباب والرياضة، سيافي ياسين، في تصريح لــ “التنمية المحلية” أنّ “عملية التحضيرات التي تقع على عاتق القطاع الرياضي، عملية كبيرة ومعقدة، يشرف عليها عدة متدخلين، منوها إلى أنّ الجانب الهيكلي، ينشطر إلى قسمين: عملية الإنجاز تشرف عليها مديرية الأشغال العمومية، وعملية إعادة التأهيل لأغلب المرافق المعنية بالألعاب والمنافسات تشرف عليها مديرية الشباب والرياضة
واستنادا إلى نفس المصدر، تقترب وهران حاليا من استكمال منشأة القرن، الورقة الرابحة في ملف فوز الباهية بتنظيم الألعاب المتوسطية 2021، ويتعلق الأمر بالمركب الأولمبي والقرية المتوسطية ببلدية بئر الجير بالناحية الشرقية.
ويتكون المركب الرياضي من عدّة مرافق هامة: منها الملعب الأولمبي الذي تم استلامه مؤخرا بطاقة 40 ألف متفرج، وكذا قاعة المتعددة الرياضات بسعة 6 آلاف سرير والملعب المخصص لألعاب القوى بطاقة 4 آلاف مقعد، بالإضافة إلى نادي التنس، يتكون من عدة ميادين، وحوضيين أولمبيين بـ 50 متر وحوض للمبتدئين طوله 25 متر وحفرة الغوص، وغيرها من المرافق الهامة.
وتضاف إلى جميع هذه المنشآت القرية الأولمبية المتوسطية التي بلغت مراحل الإنجاز النهائية بسعة تفوق 4284 سرير، مما سيسمح بتعزيز طاقات إيواء الرياضيين في إطار يتماشى مع المتطلبات الرياضية، ويمزج بين السياحة والراحة والترفيه، كما أشير إليه.
واعتبر سيافي: “المرافق الرياضية التي تزخر بها وهران تكفي لتنظيم هذا الحدث الرياضي في ظروف حسنة”، منوها إلى عديد المنشآت التي بلغت مراحلها النهائية، ومنها ما تم استلامه ووضعه في الخدمة، على غرار نادي التنس بحي السلام، وقصر الرياضات بالمدينة الحديدة وملعب أحمد زبانة وحقل الرماية ببلدية سيدي بن عقبى، والذي يعتبر إضافة نوعية للهياكل الرياضية على المستوى الوطني، وسانحة للبروز على المستوى الإفريقي والدولي.
مدير السياحة: القطاع السياحي جاهز لاحتضان التظاهرات الكبرى
ويعكس استعداد وهران طموحات الشعب الجزائري وقيادته الرشيدة في إطار رؤية الجزائر الجديدة، لما تلعبه الرياضة من دور هام في عديد المجالات والمكونات المتفاعلة والمترابطة التي تشكل وحدة متكاملة نحو التطوير والتقدم، ولاسيما المجال السياحي، فيما يبقى الرهان قائما على الترويج لما تزخر به الباهية من مؤهلات في مجال تنظيم التظاهرات الكبرى، كما جاء على لسان المدير السياحي، قايم بن عمر بلعباس.
وفي ضوء ذلك، أكّد بلعباس جاهزية القطاع لاحتضان التظاهرات الكبرى من شق الاستثمار الفندقي والمؤسسات الفندقية حيز الاستغلال، وهذا في إطار العمل المشترك وتوحيد الرؤى بين مختلف الأطراف الفاعلة في المجال، يضيف نفس المسؤول في تصريح للموقع على هامش الاحتفالية التي تأتي التزامن مع اليوم الوطني للسياحة، الذي جاء هذه السنة تحت شعار “تحدي اليوم ورهان الغد”.
دخول حيز الاستغلال 40 مؤسسة فندقية جديدة في جوان 2022
واستنادا إلى التوضيحات المقدمة، تتربع ولاية وهران حاليا على 181 مؤسسة فندقية بطاقة إيواء تفوق 17 ألف و500 سرير، كلها جاهزة لاحتضان هذه الألعاب من حيث الإيواء والإطعام بمقاييس عالمية.
ويجري حاليا إنجاز 109 مشروع سياحي، كالفنادق والإقامات والقرى ومراكز للمعالجة بمياه البحر، يرتقب استلام منها 40 مؤسسة فندقية في آفاق جوان 2022 بطاقة إضافية، تقدر بــ 3 آلاف سرير، لترفع بذلك الحظيرة الفندقية إلى أكثر من 220 مؤسسة فندقية، وما يزيد عن 20 ألف سرير.
وقال “بلعباس”، باعتباره تقني في مجال الفندقية والسياحة، أن ” الفعل الإشهاري لهذه المواعيد، حجر الزاوية في البرنامج الولائي، وهي الضمانة لتجسيد مساعي الدولة في الترويج للجزائر كوجهة سياحية عالمية.”
إتمام إنجاز 17 مسلك سياحي وبرنامج خاص بالصناعات التقليدية
وكشف محدثنا في هذا الإطار عن إتمام إنجاز أكثر من 17 مسلك سياحي، يأخذ بعين الاعتبار كل المؤهلات للباهية وهران من سياحة ثقافية ورياضية وشبانية، مع الحفاظ على ما تتميز به المدينة المتوسطية، باعتبارها قطبا متميزا وركنا أساسيا في المجال السياحي، ويتجلى ذالك في 50 شاطئا، وأكثر من 600 معلم تاريخي وسياحي.
وأعلن نفس المدير التنفيذي عن برنامج خاص بالصناعات التقليدية، يجري تحضيره بالتنسيق مع الغرفة المتخصصة ومختلف الجهات المعنية، من تخصيص أمكنة للصناعات التقليدية، على غرار غرفة الصناعات التقليدية ودار الصناعة التقليدية، وكذا مقر الديوان المحلي للسياحة وعروض على مستوى القرية المتوسطية وغيرها من الفضاءات العمومية، بهدف الترويج للمقومات والمؤهلات السياحية التي تزخر بها مدينة وهران خصوصا، والجزائر عموما.
ستظل عروس المتوسط وهران، بتاريخها العريق، فضاءا مفتوح يجسّد المعني الحقيقية لحوار الحضارات والأديان، والقدرة على التكيف مع الأفكار واحتضان الآخر، وها هي اليوم مرة أخرى تفتح ذراعيها للعالم في هذا الموعد المتوسطي.