إقبال كبير وغير مسبوق من العاصميين على محلات بيع خزانات المياه والبراميل البلاستيكية في الايام الاخيرة بفعل دخول البرنامج الاستعجالي لتوزيع المياه لشركة “سيال” حيز التنفيذ منذ السبت الماضي.
هذا ما أدى الى انتعاش صناعة وتجارة هذه التجهيزات وارتفاع أسعارها في وقت قياسي.
اجمع تجار، تحدثت معهم واج في العديد من بلديات العاصمة، على ان الطلب على خزانات المياه البلاستيكية “ارتفع بشكل ملفت للعيان خلال الأيام الأخيرة”، وانه “يتم استنفاذ السلع المعروضة في نفس اليوم الذي يتم اقتناؤها فيه”، ما يجبرهم على التزود بالمنتوج من محلات الجملة يوميا لاقتناء الخزانات والمضخات ولواحقها التي كثر الطلب عليها في ظل شح المياه وحرارة فصل الصيف.
فرص مالية
وصرح عثمان، صاحب محل خردوات ببلدية بئر مراد رايس، قائلا: “اعمل في الخردوات منذ سنوات، لم افكر في تجارة الصهاريج او خزانات المياه، الا ان ازدهار هذه التجارة مؤخرا دفعني لاقتحامها”.
وتابع: “انا متفائل بمستقبل هذا النشاط في حال تبقى الوضعية على ما هي عليه”، مضيفا “سوقت 20 خزانا بجميع مستلزماته خلال اسبوع واحد…أسوق يوميا كل المنتوج الذي اقتنيه من سوق الحميز من خزانات ومضخات ولواحقها والطلب في ارتفاع متزايد وكذلك الاسعار على مستوى سوق الجملة والتجزئة”.
ويتراوح السعر الاجمالي لاقتناء خزان ومضخة وجميع اللوازم الضرورية بين 30 الف دج و50 الف دج، علما ان سعة الصهريج وقوة المضخة هي من تحدد السعر النهائي، يضاف الى هذا اجرة اليد العاملة التي تتراوح بدورها ما بين 6 الاف دج و15 الف دج، حسب المسافة التي تربط بين انبوب الماء ومكان تثبيت الصهريج، يضيف تاجر الخردوات.
أسعار مجنونة..
سعر الخزان ارتفع في المتوسط بحوالي 5.000 دج الى 10.000 دج في ظرف وجيز، حسب أحد التجار الذي أوضح أن سعر صهريج بسعة 300 لتر يتوفر على سمك ثلاث طبقات بلغ 9500 دج وان صهريجا بسعة 500 لتر يباع بأكثر من 11.000 دج . ويصل سعر خزان مياه بسعة 800 لتر الى 14.000 دج في حيث يقدر سعر خزان بـ1000 لتر بـ15.000 دج.
وأرجع أحد تجار الجملة بسوق الحميز هذا الارتفاع في الأسعار الى نقص المادة الاولية (البلاستيك). وصرح بهذا الصدد: “كنا نشتري الكلغ الواحد من البلاستيك بـ20 دج وأصبحنا نقتنيه بـ40 دج.. وحتى أسعار النقل والشحن شهدت ارتفاعا كبيرا”.
والى جانب الخزانات البلاستيكية، يسجل السوق وفرة وجودة في خزانات المياه الحديدية بكل انواعها واحجامها، لكن ثمنها يبقى اعلى من نظيرتها المصنوعة من البلاستيك.
إقبال كبير..
ويقول محمد، مشرف على محل ببلدية درارية، “لم اشهد منذ بداية في العمل في هذا النشاط اقبالا على خزانات المياه البلاستيكية مثل الذي نحن عليه اليوم، ما أرغمنا على رفع اليد العاملة ورفع كمية المنتوج مع تنوعه، إرضاء للزبون”.
وأوضح ان المنتوج المتوفر بالسوق محلي الصنع، يحمل علامة “الصومام” و”الهضاب”، ويتم اقتنائه من معمل البلاستيك بولاية سطيف من طرف تجار الجملة بسوق الحميز ليتم التوزيع بعدها على مختلف تجارة التجزئة بالعاصمة.
ولاحظت واج أن جل المحلات التي تنشط في هذا المجال توفر المنتوج ولوازمه اضافة الى عمال مؤهلين في مجال السباكة لضمان عملية التركيب، الى جانب خدمة النقل بمقابل وأحيانا مجانا.
وبهذا الشأن يقول فضيل، بائع لخزانات المياه، “منذ تسجيل التذبذب في توزيع المياه، قمنا بتنظيم انفسنا وعملنا على رفع عدد العمال لنوفر المنتوج وخدمة التركيب والتوصيل للزبون”.
60 الف دينار فما فوق..
وحول السعر الاجمالي لاقتناء صهريج ومضخة اضافة الى خدمة التركيب، يفيد فضيل انه يتراوح بين 45 الف دج و60 الف دج فما فوق، وذلك حسب حجم وسعة الخزان وكذا قوة المضخة والمدة اللازمة للتركيب.
اما بائع في محل ببلدية تقصرين، فذكر بدوره ان السوق تشهد حركية استثنائية واقبالا غير مسبوق للتجار على اقتناء خزانات المياه، لتوفير هذه المادة في الاوقات التي تعجز الحنفيات على توفيرها، بعد الشروع في تطبيق
البرنامج الاستعجالي لتوزيع المياه بالعاصمة والذي يبدو أن “لم يتم التحكم فيه بالشكل اللازم خلال الأيام الأولى من تطبيقه”، حسب شهادات العديد من المستهلكين.
وفي نفس المحل، حرص أحد الزبائن على تقديم شهادته قائلا: “اقطن بعمارة من خمسة طوابق وشقتي تقع في الطابق الرابع.. لم تصلني المياه لمدة يومين بسبب ضعف قوة التدفق وهذا ما يرغمني على تركيب خزان في اسرع وقت”.
واعتبر مواطنون التقتهم واج عن رضاهم بتركيب صهاريج تخزين المياه محلية الصنع معتبرين أن اقتناء هذه التجهيزات، رغم أسعارها المرتفعة نسبيا، أصبح “حتمية” يمليها الظرف الاستثنائي الذي يعرفه توزيع المياه بالعاصمة على غرار باقي ولايات الوطن، فيما يذهب البعض الاخر الى تفضيل الاكتفاء باقتناء براميل تخزين المياه بسبب صغر مساحة سكناتهم.
وبعد أسبوع واحد من تطبيق برنامج اقتصاد المياه بالعاصمة، لوحظ نفاذ المعروض من الصهاريج في بعض المحلات بسبب كثرة الطلب، علما أن بيع هذه الخزانات عبر الانترنيت يعرف بدوره تزايدا كبيرا خلال الأيام الأخيرة.