إحياء الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب، ميّزها هذا الخامس جويلية العديد من الفعاليات والأنشطة التي افتتحت بمربع الشهداء بمقبرة عين البيضاء وقفة ترحم واستذكار، بحضور السلطات المدنية والعسكرية.
أكّد رئيس المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين ، عبد القادر جيلالي على ضرورة تعزيز الوعي، وخاصة بين الأجيال الناشئة، بأهمية المساهمة في حفظ وصون الذاكرة.
وقال جيلالي في كلمة ألقها بالمناسبة: “إنّ الاحتفال بالعيد الوطني للاستقلال والشباب، مناسبة مواتية لمراجعة ما فتى، واستشراف ما هو آت…”
تابع:”الرجوع إلى الماضي بمثابة واجب تذكّر، لابد من الوفاء به لكي لا ينسى شعبنا على مر أجياله المتعاقبة زمن استقلاله وحريته لإدراك مصالح الأمة العليا، ومعالم طريقها الآمن…”
كما كانت الفرصة مواتية لتدشين معرض الذاكرة بمتحف المجاهد لولاية وهران، مع وضع حيز الخدمة متحف المجاهد، بعد إعادة تهيئته.
معرض للذاكرة
وفي ضوء ذلك، أبرز مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، الدكتور ميعادي جمال، أنّ معرض الذاكرة، سيكون مفتوحا أمام الطلبة والباحثين وعموم المواطنين.
واستنادا إلى نفس التوضيحات، يظم هذا الفضاء التاريخي الهام 17 جناحا من المقاومة الشعبية إلى الحركة الوطنية، وصولا إلى ثورة التحرير الكبرى، وذلك احتراما لمراحل التسلسل الزمني لكفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من 1830 إلى 1962.
وقد انتظمت نشاطات عديدة لإبراز المغزى التاريخي لإحياء الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب بمقر جمعية المقاومين وذوي الحقوق، أين تم تنشيط العديد من المداخلات من قبل أستاذة مختصين في التاريخ.
5جويلية 1962.. بداية مسار طويل وشاق
ومن بين المشاركين، الأستاذ في التاريخ بلحاج الحاجي من جامعة وهران، الذي يرى أن “5جويلية 1962، هو نقطة النهاية لمرحلة قاتمة من الاستعمار، وكل ما تعنيه هذه الكلمة من مآسي واستبداد واستبعاد الجزائريين من صناعة مستقبلهم…”
قال بلحاج إنّ “5 جويلية ليس النهاية وإنما بداية لمسار طويل وشاق من أجل مستقبل زاهر للدولة الجزائرية وشعبها، لذلك فإنّ هذه المناسبة هي بمثابة إلقاء عبئ ثقيل على جيل الاستقلال…”
وأضاف أنّ”الاحتفال بالمناسبات الوطنية، تعد حبل الارتباط بذاكرة الوطن، ومن واجبنا اليوم الحفاظ على الأمانة والتمسك بالعهد والوفاء لتحقيق أمل الشهداء والمجاهدين والمخلصين من أبناء هذا الوطن”.
بدورها جمعية وحي المثقفين بالتنسيق مع المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين وبعض الفاعلين في الحقل الثقافي والأدبي نظمت نشاطا احتضنه مقر المنظمة الوطنية للمجاهدين، تم من خلاله عرض شريط وثائقي لمجاهدي الثورة التحريرية لاستخلاص الدروس والعبر وتعزيز الإيمان بالوطن وغرسه لدى الأجيال الصاعدة، حسب ما جاء على لسان رئيس جمعية وحي المثقفين، عباسي مسعود.
توزيع 26 ألف سكن
وفي سابقة تعد الأولى من نوعها في وهران، انطلقت اليوم بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب لعملية توزيع حصص سكنية هامة، تقدر ب26 ألف وحدة بمختلف الصيغ.
ومن المزمع أن تستمر عملية التوزيع إلى غاية شهر أوت المقبل، وذلك ضمن المرحلة الثانية من عملية إعادة الإسكان خلال السنة الجارية.
وتتوزع هذه الحصة السكنية العمومية المقدرة بنحو 26 ألف وحدة سكنية على 12 ألف وحدة سكنية عمومية الخاصة بالتنقيط 14 ألف وحدة سكنية من صيغة عدلن إلى جانب السكن الترقوي المدعم، وذلك تتمة لعملية التوزيع الأولى التي جرت شهر أفريل الماضي، والتي سلمت منها 8 آلاف وحدة سكنية من مختلف الصيغ.
وستشمل المرحلة الثالثة 12 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ، ستسلم لأصحابها على مراحل قبل نهاية السنة الجارية، حسبما أكده والي وهران، مسعود جاري في حفل تسليم رمزي لبعض المستفيدين من السكنات العمومية على مستوى قاعة المحاضرات بالجامع القطب عبد الحميد بن باديس.
وأوضح جاري في تصريح صحفي، أنه تم “رفع الحصة المعنية بالتوزيع إلى 47 ألف وحدة سكنية، بدل 40 ألف وحدة سكنية التي أعلن عنها في وقت سابق، وهو ما يعني إسكان حوالي 250 ألف ساكن.”
واعتبر المسؤول التنفيذي الأول أن “القضاء على الأزمة السكنية، هي من أولويات السلطات العليا والسلطات المحلية التي رفعت التحدي من أجل تسليم السكنات في الموعد، رغم ضغوطات الأزمات المالية المتوالية وجائحة كورونا.