أبان كوفيد -19 عن أنيابه معلنا أن صيف هذا العام سيكون متعلّقا بمدى التزام واحترام المواطن بالإجراءات الوقائية التي تحوّلت في الأشهر الأخيرة إلى مجرّد كلمات يردّدها المختصون والأطباء بصفة دائمة ومتواصلة، إلا أننا كمجتمع عجزنا عن تحويل تلك التوصيات إلى سلوك يومي في مختلف الأماكن التي نقصدها.
الغريب في تعامل المواطن مع الأزمة الصحية منذ بدايتها أنه لم يَرَها يوما خطرا يهدّد كيان المجتمع وصحته، فـ»الكل» يحمّل المسؤولية لـ»الكل»، و»الكل» أيضا رأى بأم عينيه ما فعله الاستهتار والتراخي في إيطاليا والهند، «الكل» كذلك رأى ما صنعه احترام الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية في الصين التي كانت بلد «المنشأ» للفيروس، رغم ذلك بقي «الكل» ينتظر من «الكل» ارتداء القناع الواقي واحترام التباعد الاجتماعي.
المهم في كل ذلك، أن الفئة العمرية التي تصاب بالعدوى لم تعد محصورة في المسنين بل أصبح الشباب والأطفال كذلك معنيون بها، لذلك سيكون على الجميع تحمّل مسؤولياته اتجاه عائلته ليس والديه فقط بل أطفاله أيضا، فعندما يصبح الطفل يدفع ثمن تراخي والديه سيكون درسا قاسيا لكل من استهتر وتهاون في تطبيق واحترام الإجراءات الوقائية.
سيكون من الغباء الاستمرار في رحلة تؤسس مراحلها لثقافة اللامبالاة فلا شيء ولا شيء أبدا يبرّر ما نفعله بأنفسنا وغيرنا، علينا أن نكون واثقين بأن دروس الحياة أشد وطأة من تلك التي نتلاقاها في المدارس ومدرجات الجامعة، فإن كان في الأخير ثمنها إعادة السنة أو الفشل الدراسي، سيكون الموت والمرض ثمن ما ندفعه نتيجة تراخي رأينا فيه أقوى صورة للتعايش مع الوباء.
علينا أن ندرك أن الاستهتار والتهاون في احترام الإجراءات الوقائية يجعل منا قنابل موقوتة أول مكان تنفجر فيه سيكون العائلة هي بالنسبة لنا أَأْمَن مكان.. نُدير داخلها ظهورنا دون خوف من أن نُغدر، لكن مع فيروس كورونا تعلمنا أن نقل العدوى إلى عائلتك بسبب تراخيك واستهتارك أيضا غدر وضربة موجعة في الظهر.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.