بينما يرتفع عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في العالم، تتسابق شركات الأدوية العالمية على عرض لقاحات لجرعات أولى وثانية وثالثة، وسط عجز بلدان عن تطعيم مواطنيها.
ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في العالم إلى 188 مليونا و308 آلاف، وإجمالي الوفيات إلى 4 ملايين و57 ألفا و486 حالة، بحسب آخر أرقام جامعة (جونز هوبكنز) الأميركية.
وتعرف منظمة الصحة العالمية “كوفيد-19” بأنه المرض الناجم عن فيروس كورونا المستجد المسمى فيروس كورونا-سارس- 2.
واكتشفت المنظمة هذا الفيروس المستجد لأول مرة في 31 ديسمبر 2019، بعد الإبلاغ عن مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي في مدينة يوهان الصينية.
شركات الأدوية ومئات المليارات
تتسابق شركات الأدوية مند انتشار فيروس كورونا على احتكار سوق اللقاحات. وظهرت شركات أمريكية وألمانية وصينية وروسية، استغلت حاجة دول العالم لتطعيم شعوبها من الوباء، من أجل كسب مئات المليارات من الدولارات.
وأقدمت دول العالم على شراء لقاحات باسم “فايزر- بايونتيك”، و”موديرنا” و”أسترازينيكا-أكسفورد” و”سبوتنيك في” و”سينوفارم” وغيرهم.
وكانت الجزائر من بين الدول التي أقدمت على شراء اللقاحات من “سبوتنيك” الروسي، و”سينوفارم” وسينوفاك” من الصين، إضافة للقاح “أسترازينيكا”البريطاني.
وتوقعت شركة “فايزر” الأمريكية على سبيل المثال، أن تتراوح عائداتها للعام 2021 بين 44 و46 مليار دولار، بأرباح لا تقل عن 14 مليار دولار، دون احتساب أي ارتفاع في الإيرادات من لقاح “كوفيد” الخاص بها، مقارنة مع إيرادات بلغت 41.9 مليار دولار في 2020.
غير أن شركات الأدوية التي تهافتت على صناعة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، تعرضت إلى انتقادات بسبب الفجوة العالمية في إمدادات اللقاحات.
وبينما تفكر دول غنية ومتطورة بتطعيم سكانها بجرعة ثالثة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، ما تزال دول أخرى عاجزة عن تطعيم سكانها حتى بالجرعة الأولى.
ويذكر أن مبادرة “كوفاكس” المدعومة من الأمم المتحدة. تعنى بالتوزيع العادل للقاحات، و تبرعت اليابان بموجب هذه المبادرة بنحو 11 مليون جرعة إلى 15 دولة.
جرعات أولى وثانية.. وثالثة في الطريق
تتكون معظم اللقاحات التي أقرتها بلدان العالم حتى الآن من جرعتين، بينهم فاصل زمني، معدله ثلاثة أسابيع، باستثناء لقاح شركة”جونسون أند جونسون” المكون من جرعة واحدة.
ويشرح الأستاذ في كلية الطب في جامعة (جونز هوبكنز) الأمريكية، ويليام غرينو أهمية الجرعات، بقوله: “إن الجسم بعد الجرعة الأولى يبدأ في بناء الجهاز المناعي، ومع الجرعة الثانية، يبدأ نظام المناعة في الجسم بالتفاعل..”
ومع ارتفاع عدد الإصابات والوفيات في العالم، وخاصة مع انتشار ما تعرف بـ”متحورة دلتا”، بدأت شركات أدوية عالمية تروج لما يعرف بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد.
وأعلنت شركة “فايزر” الأميركية وشريكتها الألمانية “بيونتك” عن نيتهما طلب التصريح الطارئ لمنح جرعة ثالثة من لقاحهما، في الولايات المتحدة وأوروبا خصوصا.
غير أن علماء ومختصين قللوا من أهمية الجرعة الثالثة، وقالوا إنه لا توجد توصيات طبية من المؤسسات الصحية الحكومية والعالمية بأخذ جرعة ثالثة.
وقالت المديرة العلمية لمنظمة الصحة العالمية، سوميا سواميناثان إنه “لا يوجد دليل علمي يشير إلى أن المرء يحتاج إلى حقنة معززة”، بخلاف الجرعتين الأوليين الموصى بهما.
ومن جهتها، إدارة الغذاء والدواء الأميركية ومراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها، قالتا في بيان مشترك، إنهما تدرسان ما إذا كانت هناك حاجة لجرعة ثالثة من اللقاح.
المتحور “دلتا”
ظهر المتحور “دلتا” من فيروس كورونا أول مرة في الهند في أفريل الماضي، ثم انتشر في بقية دول العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا..
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن “المتحور دلتا” سرعان ما أصبح السلالة المهيمنة في العديد من البلدان، ووصفت الوضع بالخطير للغاية.
ويعتبر”المتحور دلتا” أكثر تسببا في العدوى بنسبة 30 إلى 60 بالمائة مقارنة بالسلالات الأخرى، وما يزال العلماء يبحثون عن مدى قدرة اللقاحات على مقاومة هذا المتحور.
يقول الباحث في علم الأوبئة الدكتور محمد ملهاق – في تصريح سابق للإذاعة الجزائرية – إن “المتحور دلتا” يمتاز بسرعة انتشاره، لكنه طمأن بأنه غير مقاوم للقاحات.
ويشير ملهاق إلى فعالية اللقاحات المعتمدة في الجزائر ضد” المتحور دلتا”، بحسب ما أكدته منظمة الصحة العالمية.