انزلق المغرب في لعبة عواقبها خطيرة سوف تنعكس على الجار الغربي بعد أن ارتكب ممثله في الأمم المتحدة خطيئة كبرى ستبقى وصمة عار في تاريخه، بانخراطه المباشر في مؤامرة استهداف الجزائر، أمر لا يمكن أن يمر دون أن يقدم البلد المعني توضيحات للتكفير عن الذنب.
واضح أن ما يتخبط فيه المغرب من مشاكل داخلية وتداعيات احتلاله لأجزاء من الصحراء الغربية ادخله في هستيريا خاصة تمام خسارة آخر أوراق المناورة لدى الشركاء الأوروبيين، وبالذات إسبانيا وألمانيا اللتان رفضتا ادعاءاته التي يتطاول بها على الشرعية الدولية، دفعه لعملية انتحارية سوف يتجرع مرارتها من الشعب المغربي نفسه التواق للحرية والديمقراطية والتنمية، ثلاثية رهنا نظام المخزن الذي أصبح في حالة تيهان فلم يجد غير الجزائر لمحاولة الانتقام منها واستفزاز شعبها.
يعلم الجار الغربي أن الشعب الجزائري كان على مر التاريخ ولا يزال لحمة واحدة جاعلا من تنوعه قوة تتعاظم مع مرور الزمن تتشكل من كل ذلك الموروث التاريخي والحضاري والثقافي الذي نسجه أسلافنا الأشاوس لتكون الجزائر ما هي عليه اليوم بلدا محوريا مهاب الجانب وله كلمته في المسائل الإقليمية والدولية لا يخشى لومة لائم في الدفاع عن المبادئ الدولية والقانون الدولي ومساندة الشعوب المضطهدة في تقري مصيرها كما هو الحال تجاه الشعب الصحراوي الذي يواجه الاحتلال المغربي الغاشم و»عجز» الشرعية الدولية عن تأكيد حضورها في الميدان، ما أعطى للاحتلال نشوة الاستمرار في مشروعه الإجرامي، لكن هيهات، فالشعوب الحرة بالمرصاد لبقايا الايديولوجيا الكولونيالية المقيتة.
بالتأكيد أن ما لجأ إليه المغرب يعكس حالة اليأس التي تنتابه والعجز في مواجهة الواقع بعد آن تفطن العالم لمؤامرات نظام المخزن الموالي للحركة الصهيونية واضعا القدس في المزاد وهو الذي يدعى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بينما يضاعف من تعاونه مع مجرمي الحرب الصهاينة بإرساء علاقات في العلن مختزلا ماضي الشعب المغربي ونضال أسلافه إبان الاحتلال الفرنسي في مجرد مصالح ضيقة حقيرة لا دين لها ولا انتماء، أمر مخز يندى له جبين كل حر.
لكن ليطمئن من فضل الخيانة والغدر هاربا من الحقيقة التي تطارده في كل المحافل الدولية أن الجزائر التي قاومت الاستعمار الفرنسي أبا عن جد وانتصرت إليها حركة عدم الانحياز منذ بداية إرهاصاتها في باندونغ 1955 أكبر بكثير من لعبة المخزن الحقيرة، فالشعب الجزائري واحد موّحد ويعرف الرد على من تسول له نفسه المساس بمقوماته المكتوبة بالدماء الزكية.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.