يفسّر أستاذ العلاقات الدولية البروفيسور إدريس عطية، ممارسات النظام المغربي “العدوانية والخطيرة” تجاه الجزائر، بجوانب عديدة، منها عودة رمطان لعمامرة، ومتغيرات إقليمية ودولية أخرى.
يقول عطية، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”، إن “وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة أصيب بشلل بعد عودة رمطان لعمامرة على رأس الدبلوماسية الجزائريه”.
ويربط عطية الخرجة الأخيرة لسفير المغرب بالأمم المتحدة، بجزئية وصفها بالمهمة، وهي “عودة لعمامرة التي تزعج المغرب كثيرا خاصة في الملفات الأفريقية”.
ويتابع المتحدث لـ”الشعب أونلاين”: “النظام المغربي يدرك جيدا براعة لعمامرة في إدارة النزاعات والقضايا في أفريقيا”. بالعودة إلى التحرك “الخبيث” للمغرب، تزامنا واجتماع حركة دول عدم الانحياز، يقرأ عطية هذه الخطوة “محاولة من عشرات المحاولات المغربية لإثارة انتباه الجزائر”.
ما يحلم به “المخزن”..
بالمقابل، يوضح عطية: “ينبغي فهم ما يريده المغرب من هذه الممارسات.. النظام في المغرب يحلم أن يجلس مع الجزائر في طاولة مفاوضات، لذلك يقوم بأي “مهاترات” للوصول إلى مراده”.
وفي قراءة لخلفيات ما أقدم عليه الدبلوماسي المغرب عمر هلال، في اجتماع لحركة عدم الانحياز، يقول عطية: “نظام المغرب يحاول تصدير تصور أن جبهة البوليساريو حركة انفصالية”.
ويرفض أستاذ العلاقات الدولية فكرة أن تكتفي الجزائر بالتصريحات والرد الدبلوماسي، خصوصا وأن المغرب يدعم حركة “ماك” الإرهابية، وهو امر “خطير جدا”، وعليه، بنظر المتحدث، لا يجب التوقف عند الرد الدبلوماسي.
يواصل عطية: “صحيح أن “المغرب يحتضر ويعيش عزلة دبلوماسية، لكن ما قام به خطير جدا”.
ويشير متحدث “الشعب أونلاين” إلى: “في العلاقات الدولية المجالات واسعة للرد على هذه الخطوة الخبيثة والمدروسة، الجزائر تعودت على خيانات نظام المخزن منذ القرن 19، لذلك يجب الرد بقوة”.
اللعبة الخبيثة..
من جهة أخرى، يعتقد النظام المغربي – يضيف عطية – أن “بتطبيعه مع الاحتلال الإسرائيلي أصبح له حلفاء ويمكنه الضغط على الجزائر وابتزازها.”.
وفي تفسيره للسلوك العدواني لنظام المخزن حيال الجزائر، يرى عطية “عزلة المغرب الدبلوماسية، وعجزه أمام ألمانيا التي طالبت رسميا بالإسراع في تسوية قضية الصحراء الغربية”.
إضافة الى اسبانيا، التي شرعت في تقديم وثائق هامة حول القضية الصحراوية، ما دفع نظام المغرب الى التحول لتوظيف لعبة خبيثة، تتمثل في اللعب على خرائط وحدود مغلوطة للتضليل والتشويش.
ومن وراء ذلك، يواصل المصدر- يبحث النظام المغربي عن خلق أزمات و”يحلم بالجلوس مع الجزائر في طاولة مفاوضات بعد أن فشل في ادراجها كطرف في قضية الصحراء الغربية”.