كشف تحقيق دولي أن المغرب، من أكثر الدول التي أنفقت بسخاء لشراء برمجيات “إن أس أو” الاسرائيلي للتجسس.
هذا البرنامج يسمح بالتجسس على ما يزيد عن عشرة آلاف رقم من بينها هواتف عدد من الصحافيين والناشطين، الذين يقبعون في سجون المملكة، اليوم.
وأكد تحقيق نشرته جريدة “لوموند” الفرنسية ووسائل اعلام ومواقع الكترونية عالمية، أن ما يزيد عن أكثر من 10 آلاف رقم حاول التنصت عليهم مشغل تابع لدولة المغرب، التي اشترت برنامج التجسس “بيغاسوس” من شركة “إن أس أو” التابعة للكيان الصهيوني، بحسب تسريبات حصلت عليها مؤسسة “فوربيدن ستوريز” وشاركتها مع موقع “درج” و16 مؤسسة إعلامية أخرى في سياق مشروع “بيغاسوس”.
بعد نحو 10 سنوات من تأسيس شركة “إن أس أو”، صاحبة برنامج “بيغاسوس”، كشف التقارير تسريب ثلاثة عقود بين الشركة ودول أخرى لشراء برنامج “بيغاسوس”، وكل عقد مختلف تماما عن العقود الأخرى.
التنصت على ما يزيد عن 10 آلاف رقم
ويشير التحقيق، الذي شارك فيه أكثر من 80 صحفيا استقصائيا، إلى مبلغ هائل دفعه المغرب للتنصت على ما يزيد عن 10 آلاف رقم.
وأوضح التحقيق أن الاستهداف قد لا يعني بالتأكيد أن هواتف الأشخاص المعنيين قد تم اختراقها، لكنه يؤكد وجود محاولة للاختراق.
وتكشف التسريبات الأخيرة أن الجهات الأكثر ترجيحا التي تقف وراء هذه العملية هي المديرية العامة للدراسات والمستندات التابعة لمديرية الاستعلامات، وهي جهاز لمكافحة التجسس ترتبط مباشرة بالمؤسسة الملكية المغربية.
والى جانب قمع الصحافيين، لجأت السلطات المغربية إلى استهدافهم إلكترونيا وابتزازهم بمعلوماتهم الشخصية كما حدث مع الكثيرين منهم على غرار عمر الراضي وتوفيق بوعشرين.
التصنت على الصحفيين
ويقبع الكثير من الصحافيين، الذين جرى التنصت عليهم في السجن، بتهم “الاغتصاب والاعتداء الجنسي”، وهذا ما تستنكره المؤسسات الداعمة للصحافيين كمنظمة العفو الدولية ومنظمة “فوربيدن ستوريز” وغيرهما.
عمر الراضي الصحافي المغربي، أحد أبرز الذين دفعوا ثمن شراء المغرب للبرنامج الإسرائيلي. فهو يقبع في السجن منذ يوليو2020 تحت الاعتقال الاحتياطي، بتهم عدة أبرزها التجسس، والاغتصاب.
وفي جوان 2020، قالت منظمة العفو، إن السلطات المغربية استخدمت برنامج “بيغاسوس” لزرع برنامج خبيث في الهاتف الخلوي التابع للصحافي عمر الراضي الذي يحاكم في قضيتين.
واكتشف راضي اختراق هاتفه من خلال مقال انتشر على أحد المواقع الساخرة الذي يعرف أنه مرتبط بالمخابرات المغربية.
وكان راضي يعمل على مواضيع حول العلاقة بين رجال السياسة بالمملكة وبعض الشركات ورجال الأعمال وقضايا الفساد، فضلا عن مواضيع متعلقة بانتهاكات حقوق الانسان والإفلات من العقاب.
سوابق..
وتضمن تقرير منظمة العفو الدولية أيضا صحافيين ونشطاء آخرين تم استهدافهم بهذا التجسس، منهم المعطي المنجب، الاستاذ الجامعي والمؤرخ المغربي الذي اكد أنه شعر منذ عام 2015 أن جهازه مراقب من المخابرات المغربية، وتأكد من ذلك بعد التحليل المخبري الذي قامت به منظمة العفو الدولية عام 2019.
واتهم المنجب مع أربعة أشخاص آخرين بـ”المس بالسلامة الداخلية للدولة” وبتبييض الأموال.
علاوة على الأسماء المذكورة سالفا، أضافت التسريبات الأخيرة أسماء جديدة على لائحة الصحافيين الذين تم استهدافهم، أبرزها، توفيق بوعشرين صحافي مغربي، شغل منصب رئيس تحرير “الجريدة الأخرى”، ومدير نشر جريدة أخبار اليوم المعارضة والذي عرف بمقالاته النقدية للنظام الحاكم. وهو في السجن منذ فيفري 2018 بعد الحكم عليه بالسجن 15 عاما بتهمة الاعتداء الجنسي.
وتداولت صحف كثيرة، منها “واشنطن بوست” و”غارديان” و”لوموند” وغيرها من وسائل الإعلام الإخبارية العالمية، خبر البرنامج “بيغاسوس” الذي طورته مجموعة “إن أس أو” التابعة للكيان الصهيوني، واستخدم لأغراض التجسس واشارت الى حصة المغرب في البرمجيات واستخدامها ضد الصحفيين والنشطاء.