قبل أكثر من 6 أشهر، تحدث وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، عن برنامج تجسس صهيوني يستهدف الجزائر، وهجوم سيبيراني متكرر من المغرب..
ثار جدل عالمي بعد كشف 17 وسيلة إعلامية دولية عمليات تجسس استهدفت عديد الدول والشخصيات الهامة في العالم ببرنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي، الذي بيع للمغرب، وهو موضوع لم تسلط عليه الصحافة الضوء الكافي لتنوير الرأي العام.
في فيفري الماضي، تحدثت الجزائر ممثلة في وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، عن مواجهة هجوم سيبيراني متكرر من المغرب.
عمار بلحيمر أكد حينها في تصريح لصحيفة جزائرية خاصة، أن المغرب اقتنى تقنيات تجسس صهيونية، وعقد الجيش الوطني الشعبي ندوة حول الدفاع السيبيراني، في تلك الفترة.
قبل البدء..
شركة “أن أس أو” الإسرائيلية، الشركة الأم المطورة لبرنامج “بيغاسوس”، أسسها أشخاص عملوا في وحدة “8200”، وهي أهم أداة في الاستخبارات الإسرائيلية، تتخصص في التجسس على المؤسسات والأفراد حول العالم.
يسمح برنامج “بيغاسوس”، المطور بواسطة “أن أس أو” الخاصة -والتي تعمل مباشرة مع الكيان الصهوني- بمراقبة الهواتف الذكية، واختراقها بفيروس يتيح الوصول إلى الصور والمحادثات والوثائق الموجودة داخل الهاتف.
أفاد مسح لمختبر”سيتزن لاب” المتخصص في المعلوماتية، أنه على مدى العاميين الماضيين، وجدت آثار برنامج “بيغاسوس” بــ 45 دولة، منها 17 دولة عربية، منها الجزائر وتونس وليبيا والمغرب ومصر والعراق، وفلسطين، والكويت والسعودية، والبحرين، الإمارات، وعمان، والأردن، ولبنان وقطر واليمن، إضافة إلى الولايات الأمريكية المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا وفرنسا وتركيا.
الجزائر مستهدفة..
كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، ووسائل إعلام دولية أخرى، فضيحة تجسس كبرى، منها التجسس على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومسؤوولين فرنسيين.
ومحاولات تجسس المخزن على شخصيات سياسية وأمنية ودبلوماسية بالجزائر، وفق ما تحدثت عنه الصحيفة الفرنسية.
تحذيرات بلحيمر
وكانت الجزائر أكدت في فبراير الفارط علمها بتحركات تجسسية مغربية، وقدم الوزير بلحيمر “تفاصيل مثيرة عن الحرب السيبرانية التي يقودها الكيان الصهيوني وأعوان النظام المغربي ضد الجزائر”، وأشار إلى “ما يقوم به الكيان الصهيوني من أبحاث عسكرية في البرمجيات الهجومية وتطبيقاتها المدنية في الفضاء السيبيراني، والتي يتم بيعها للدول التي ترغب في التجسس على مواطنيها وللدول المتنازعة، وفي مقدمتها المغرب”.
وتحدث بلحيمر عن معطيات تكنولوجية لــ” الشروق” شهر فبراير الماضي، قبل أن تتفجر القضية عالميا، قائلا “إن هذه البرمجيات الجاسوسية توفر لمصالح الاستعلامات للدول المعنية بعدا يكاد يكون عالميا”.
ما قاله شنقريحة..
وسبق لقائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، أن نبه للمخاطر السبرانية، في الملتقى الوطني حول “حروب الجيل الجديد: التحديات وأساليب المواجهة” في 24 فبراير الماضي بحضور وزراء الوزارات السيادية ” الخارجية، الداخلية والاتصال والعدل.
قال الفريق “إن الجزائر تمكنت من إحباط كل الهجمات السيبرانية والمؤامرات المنفذة عبر فضاء الانترنيت والتي زادت حدتها خلال الآونة الأخيرة بعد تجاوز البلاد لأزمتها”.
وأشار إلى أن “التداعيات المحتملة على أمن واستقرار بلادنا، جراء تدهور الأوضاع الأمنية في محيطنا الإقليمي، إضافة إلى المحاولات الخبيثة والمتكررة لضرب الانسجام الاجتماعي تفرض علينا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تعزيز أواصر وحدتنا الوطنية وتمتين تلاحمنا ورص جبهتنا الداخلية”.
وتحدث الفريق السعيد شنقريحة، في ندوة عقدت شهر ماي الفارط، حول موضوع “الأمن والدفاع السيبراني رهانات وتحديات” وقال إن “مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي أصبحت ملاذا آمنا لشبكات إجرامية منظمة، معروفة بحقدها وكراهيتها للدولة الجزائرية”.
وتحدث الفريق السعيد شنقريحة، في الندوة عن “الجهات المختصة التي ضبطت شبكات إلكترونية تستهدف أمن واستقرار البلاد، وتشتغل من مدن وعواصم غربية وعربية”.
وقال الفريق إن “بلادنا الجزائر عرفت العديد من الهجمات السيبرانية التي استهدفت مواقع حكومية، وأخرى تابعة لمؤسسات اقتصادية وحيوية إستراتيجية، وازدادت هذه الهجمات حدة وكثافة في الآونة الأخيرة، مع خروج بلادنا من أزمتها ودخولها مرحلة بناء الجزائر الجديدة التي سطّر معالمها رئيس الجمهورية”.
قادة على أجندة “بيغاسوس”
نجح نظام التجسس الإسرائيلي وفق ما كشفته هيئة ” فوربيدن ستوريز” لمختلف وسائل الإعلام العالمية الــ 17 في استهداف قادة ورؤساء حكومات في عدة دول، كان على رأسهم الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، الذي سارع لعقد لقاء عاجل لمجلس الدفاع حول احتمالات تعرضه للتجسس رفقة رئيس وزرائه الأسبق إدوارد فيليب و14 وزيرا في الحكومة الفرنسية.
وضمت القائمة قادة جيوش وسياسيين ودبلوماسيين بارزين من 34 دولة، وورد اسم تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية الذي كان محل جدل في الغرب عن دوره في التغطية على الصين جراء تفشي فيروس كورونا، خاصة من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي علق عضوية بلاده في المنظمة.
وكانت صحيفة “لوموند” الفرنسية قد كشفت بأن هاتفي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزرائه السابق إدوارد فيليب كانا محل تجسس تم بواسطة برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي وجرى “من جانب الاستخبارات المغربية”.
ووفق ما سردته الصحيفة، جرى “هذا الأمر عام 2019″، وتم التجسس كذلك على 14 وزيرا في الحكومة الفرنسية، وقالت لوموند أنه “من غير المؤكد بعد إذا كانت المخابرات المغربية نجحت في التجسس على هاتف الرئيس وسائر أعضاء الحكومة، أم لا”.وبحسب التحقيق، فقد قام المغرب عبر “بيغاسوس” بـ”التجسس على الهواتف الذكية لسياسيين وصحافيين فرنسيين، إضافة إلى ناشطين حقوقيين في المغرب، بينهم الناشط المسجون عمر راضي”.
خارج السرب..
في هذا السياق فإن WhatsAp وهي منصة للتواصل الاجتماعي مملوكة لـFacebook ، رفعت أول دعوى قضائية أمام محكمة كاليفورنيا ضدNSO، وهي أكبر شركة مراقبة إسرائيلية – أسسها عام 2010 كل من “عمري لافي” و”شاليفهوليو”، وهما من خريجي ما يعرف بوحدة الجوسسة الإسرائيلية العسكرية 8200.
وبموجب هذه الدعوى فإن WhatsAppيتهم NSO بتنفيذ هجمات سيبرانية، استهدفت الهواتف المحمولة لأكثر من 1400 مستخدم في 20 دولة.
وقام NSO في تنفيذ اعتدائه باستخدام برنامج التجسس، المسمى Pegasus، الذي استخدم بالمناسبة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والزعماء الدينيين والصحفيين وعمال الإغاثة.
ومنح NSO رخصة استخدام هذا البرنامج لعشرات الحكومات، لاسيما الأنظمة التي لا تتمتع بسمعة طيبة في مجال احترام حقوق الإنسان، مثل المغرب.