مع زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، خاصة مع بروز سلالات متحورة في بلادنا، تعالت أصوات على منصات التواصل الاجتماعي (لا سيما بعد ليلة ظلماء عاشتها ولاية سطيف بعد نفاد الأوكسجين لساعات في المستشفى الجامعي سعادنة عبد النور)، مطالبة السلطات بالتدخل فورا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتجنب الكارثة، كما صبّت جمّ غضبها على المنظومة الصحية،الشيء الذي فرض الوقوف عند هذه النقطة.
صحيح أن المنظومة الصحية الجزائرية غير متطورة ومن غير المنطقي مقارنتها مع نظيرتها الألمانية أو الإسبانية أو أي منظومة صحية في الدول المتقدمة، لكن في الآن نفسه من الظلم كذلك تحميلها ما لا تطيق. فالجزائر، كغيرها من دول العالم الثالث، لا تزال منظومتها الصحية هشة، وبالتالي هي بحاجة إلى «ثورة» في المجال الصحي، تمكنها من ضمان الأمن الصحي للمجتمع الجزائري.
لكن هناك نقطة أساسية وجب التركيز عليها ألا وهي معضلة غياب الوعي في المجتمع، لا سيما خلال مرحلة جد حساسة بعد الانتشار السريع للسلالات المتحورة من الفيروس.
عجيب وغريب أمرنا، هل ننتظر حتى تقع الكارثة لنتهجم على منظومة صحية هي أصلا تعاني من نقائص عدة، أين هو الوعي الاجتماعي؟ ولماذا لا يرتدي معظمنا الأقنعة الواقية، لاسيما في الأماكن المزدحمة ولماذا نفتقد لثقافة التباعد الاجتماعي في هذه الظروف، ومن ثمة من يتحمل المسؤولية ومن الطرف الخاسر في المعادلة؟.
المعركة اليوم هي معركة وعي، فالأسرة الجزائرية لديها مسؤولية كبيرة على عاتقها، ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام كذلك مطالبون ببذل مجهودات أكبر للتوعية من مخاطر التهاون في التعامل مع الفيروس الفتاك من جهة، ومن جهة أخرى توعية المواطنين بمدى أهمية الإسراع في عملية التلقيح.
هذا الفيروس انهارت أمامه منظومات صحية لدول متقدمة في مجال الطب في صورة إيطاليا وإسبانيا، وبالتالي المعركة الأساسية هي التزود بالوعي للتغلب على كوفيد-19 وسلالته المتحورة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.