يعيش مواطنون حالة قلق بسبب أخبار وفيات وتفشي مقلق فيروس المتحور دالتا، بينما آخرون لا يصدقون وجود الفيروس، ولا فعالية لقاحات كورونا.
استطلعت “التنمية المحلية” انطباعات عينة أخذت اللقاح، وأخرى تتخبط بين الرفض وتأجيل تلقي الجرعة الاولى والثانية إلى غاية تبيّن خيط حقيقة الفيروس من فعالية اللقاح.
تقول “نور الهدى .ب”، حرفية في الثلاثين من العمر، إنها تعتقد أن “المخابر التي أنتجت الفيروس هي ذاتها المخابر التي أنتجت اللقاح”، وبالتالي “لا تثق في لقاحاتهم، وتكتفي بالإجراءات الوقائية الموصى بها دون أن تغامر بأخذ اللقاح”.
إعتقاد نور الهدى أن البشرية وقعت ضحية حرب بيولوجية رهيبة، هو اعتقاد مشترك لدى مواطنين آخرين يتابعون مستجدات الوضع الصحي العالمي عن كثب من خلال وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية ووسائط التواصل الاجتماعي، التي ظهر فيها مختصون جدد في الطب والأبحاث الفيروسية.
وتنتشر مع “قراءات تتداولها الاسماع” أن بعض المخابر تنتج “فيروسات قاتلة للحد من النمو الديمغرافي”، اي تحديد النسل، من خلال “التسبيب حالات العقم بين الملقحين ضد كورونا”.
هي قراءات متداولة بين عامة الناس، لا تستند لأي دليل علمي.
يقول احد عناصر الجيش الأبيض، ممرض مناوب بمصلحة كوفيد-19 بمستشفى يسعد خالد بمعسكر، إنه لم يتلقى اللقاح مثله مثل زملائه الممرضين الذين رفضوا تلقي اللقاح.
حالة التردد التي يعيشها تعود لسبب واحد وهو استمرار الفيروس في التحور.
يقول محمد، وهو ممرض ثلاثيني، إنه يعيش حالة فزع من اللقاح، مع أنه يواجه فيروس كوفيد-19 داخل المصلحة المرجعية بمستشفى يسعد خالد، رغم نقص الإمكانيات وخطر العدوى الذي يحاصر العاملين بالمستشفى .
وتعتقد زميلته بنفس المصلحة “خيرة. بـ” أن وجودها مع المرضى منذ بداية تفشي الوباء، يكون قد أكسبها مناعة قوية.
وتفضل محدثتنا أن تعتمد عليها دون اللجوء إلى لقاح أو إضافات قد تحد من قدرة مناعتها من مواجهة أمراض أخرى، خاصة و أن اللقاح لم يحظى بتجارب كافية لمعرفة أعراضه الجانبية على المدى المتوسط والطويل.
وتوضح بالقول إنها لاحظت مقاومة المرضى الملقحين لأعراض الوباء أكثر من غيرهم من المصابين، الذين لم يتلقوا اللقاح، لكن ذلك يبقى غير كاف بالنسبة لها.
ويقول الطبيب المختص، الذي كان رافضا لفكرة اخذ اللقاح، إنه قرر أخيرا أخذ لقاح الفيروس في غياب وجود أي بديل آخر للوقاية من الوباء.
ويؤكد أنه بقي طيلة الفترة الماضية مترددا ورافضا لفكرة التلقيح لان الفيروس مستجد ويستمر في التحور بخبث والاختبارات عليه ما زالت عاجزة عن فهمه و معرفته.
غير أن فعالية اللقاح رغم حداثته وعدم توسع تجاربه إلا على البشر وفي فترة قصيرة ، تعطي بصيص أمل في النجاة من أعراضه المميتة.
وأضاف أنه لابد أن نعترف بأن العلم عرف تطورا كبيرا لدرجة أنه من المعقول أن تتقلص فترة تجارب اللقاح المعلومة طبيا إلى أدنى فترة لها من اجل إنقاذ البشرية .
وبين متخوف من اخذ اللقاح وبين رافض لفكرة التلقيح، يقول الدكتور بقادة محمد البشير، إن فكرة اعتماد الشاب على مناعته لمواجهة الفيروس فكرة خاطئة، ولابد أن ينتبه الشباب أن حالات الوفاة بفيروس كوفيد 19 لم تعد تسجل بين كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة فقط، إنما حتى بين صغار السن وشباب لطالما تمتعوا بصحة جيدة.
ويدعو الدكتور بقادة المواطنين إلى التعجيل بأخذ اللقاح دون تردد، و الأخذ برأي المختصين في الطب دون غيرهم.