كتبوا «قصف» كعنوان لتغريدة يوتيوبر وصانع محتوى جزائري تحدثت عن مشكلة نقص الاوكسجين من زاوية «أخرى»، ولن تكون بعيدة عن «كشف» تقاعس في القيام بتوفير هذه المادة الحيوية، ضاربا عرض الحائط الحقيقة الوحيدة التي نعيشها كمجتمع، موجة ثالثة متحوّرة أكثر قوة وشراسة من سابقاتها، وأن الجزائر تعيش طوارئ صحية تستدعي تظافر جهود الجميع، لأن الجميع هم الجزائر ولا جزائر بدونهم.
لا يمكن بما كان قبول هذا الفصل والانقسام الحاصل على مستوى «الأنا» الذي اختار التفرّد والذاتية بعيدا عن المجتمع الذي يعيش فيه، فالمسؤولية الاجتماعية تعني تحمل كل فرد أعباء الواجبات الملقاة على عاتقه، لذلك لا يستطيع أيا كان حتى وإن كان شخصية عامة مغالطة الرأي العام بالحديث عن الحقوق بعيدا عن الواجبات، فقد أثبت أن البعض حوّل الجزائر إلى مادة دسمة لرفع نسبة المشاهدات والاشتراكات.
أعطى لاعبو المنتخب الإيطالي عقب فوزهم بكأس الأمم الأوروبية درسا تطبيقيا في المسؤولية الاجتماعية، حيث تبرع أبطال أوروبا بجوائزهم المالية للمستشفيات الإيطالية، في صمت وبدون أي إشهار لهذا العمل الإنساني الذي اعتبروه واجبا نحو بلدهم ومجتمعهم، لم يفكروا في أن المستشفيات مؤسسات استشفائية تابعة للدولة، بل وضعوا توفر العلاج لكل مواطن إيطالي مهما كان مستواه أولوية يجب تحقيقها.
أتساءل في بعض الأحيان لم لا يروج أمثال هذا اليوتيوبر الذي أكد في أكثر من مرة انه «زعفان» لما قام به فريق المؤسسة الناشئة «اينوست- كوبني» منذ أيام وبمبادرة تطوعية من ابتكار لوحة تحكم جديدة لتشغيل مولد الاوكسجين في مستشفى بوقرة بولعراس بكارية بولاية تبسة، وكذا مبادرات أخرى في مختلف مناطق الوطن لرجال اعمال ومواطنين كل ساهم بما يستطيعه من اجل تخفيف معاناة المرضى، في التزام واضح بالمسؤولية الاجتماعية.
الوطن والدولة والنظام مفاهيم يجب استيعاب حدود الفصل بينها بعيدا عن تمييع الجاهل، لا يمكن أن تصنع عدد المشاهدات بطلا لأن البطولة تضحية وشجاعة في مواجهة أزمات، بعيدا عن اصطناع بطولة مزيفة تقتات من أزمة صحية يختنق فيها المرضى بينما يتنفس آخرون الصعداء لأنهم وجدوا مادة للتشهير وحصد المشاهدات وصناعة الـ «بوز» في عالم افتراضي أفقدنا الكثير من قيمنا ومبادئنا.