اليوم نحتاج إلى شجاعة الخطوة الأولى وقوة التغيير، فالذهنية السائدة وكل الجهل والجهالة التي تسبح فيها عقول الكثير من الناس تحتاج إلى أكثر من قانون تبعثرت روحه بين ثنايا معادلة ظلام القرون الوسطى.
ففيما يتصاعد منحنى الإصابات الجديدة بكورونا المتحوّرة يرتفع الطلب على بعض الأعشاب بسبب إشاعة فعاليتها في الشفاء من الفيروس المجهري، وبالرغم من تحذيرات الأطباء والمختصين، وصل ببعضهم الترويج إلى علاج سحري أثبت أنه قاتل منذ زمن ولن نستطيع تجاوز التندر من «رفعة شمة» تصنع ما عجزت عن تحقيقه اللقاحات، «فثلاث عطسات بعد شمها ستكون كافية لإخراج كورونا من جسم المصاب!!»، أما القرنفل والزعتر والشيح فكلها أعشاب طبية حولتها الموجة الثالثة إلى الترياق السحري لطرد الفيروس.
الأغرب أن يجد هؤلاء الدجالين أذان مصغية وعقولا منصتة، وبعيدا عن الدلائل العلمية صدّق المتخوفون من الموت هؤلاء وذهبوا مسرعين إلى شراء ما يوصي به الذين لم يتلقوا تكوينا علميا أو أكاديميا لإعطاء وصفات علاج طبيعية أو أن يمارسوا تخصّصا هو في الأساس طب بديل يدرس وفق منهاج علمي في أكبر الجامعات العالمية.
لذلك كان لزاما من الوقوف في وجه هذا النوع من الذين يمارسون الابتزاز العاطفي على الناس، بتصوير الشفاء من وباء مازال يكشف عن أسراره بعشبة «الشمة» رغم انها قتلت كثير من الناس بداء السرطان منذ مئات السنين، هذا السفه الاجتماعي يجعلنا نفكر جديا في إيجاد الحل الأمثل للخروج من سيطرة الدجل والشعوذة على العقل الجمعي التائه في دهاليز مظلمة.
على الجميع تحمل مسؤولياته أمام المجتمع، فلا يمكن الاستمرار في تغييب العقل عن حياتنا، علينا امتلاك الشجاعة للانتقال بالمجتمع من مرتبة «الدهماء» إلى مرتبة أرقى يكون للخاصة فيها دور القيادة، يجب ألا نترك فرصة التغيير تذهب سدى لأننا نقف اليوم كمجتمع أمام منعرج مفصلي في بناء المستقبل، ولن يتأتى ذلك إلا بامتلاك شجاعة اتخاذ القرار وقوة التغيير على مستوى الذات والأسرة والمجتمع.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.