ظلّت الدّبلوماسية الجزائرية حريصة دائما على تقريب وجهات النّظر بين الفرقاء، والعمل على تصفية الخلافات من أجل التّوصل إلى الحلول التي تكفل استتباب السلام، والأمن على الصّعيدين الإفريقي والعالمي.
لقد تمكّنت الآلة الدّبلوماسية الجزائرية، في محطات تاريخية مشهودة، من تحقيق رسالتها، من خلال تفكيك وضعيّات كانت حلولها تبدو مستحيلة؛ ذلك لأن المبادئ التي يرتكز عليها العمل الدبلوماسي الجزائري، مستمدّة من فلسفة ثورة التّحرير المباركة التي تأسست على مبادئ الحريّة، ودفع الظلم، وإقامة العدل، بعيدا عن المصالح الخاصة، ما سمح لها بإيجاد الحلول لمعضلات معقّدة وأكسبها مصداقية غير مسبوقة في تاريخ العمل الدبلوماسي القاري والدولي.
ولا شكّ أن الجولة الأخيرة التي قام بها رمطان لعمامرة، عبر ثلاث محطات، بدأت من أديس أبابا إلى القاهرة، مرورا بالخرطوم، بتوجيه مباشر من الرئيس تبون، ستكون لها ثمراتها التي تنال الجميع، وتنتهي إلى تجاوز الصعوبات التي تواجه علاقات البلدان ثلاثتها، حين يتمّ التّوصل إلى اتفاق يغلق «ملف المياه».
ونعتقد أن الدبلوماسية الجزائرية قادرة على تقديم الحلول الأكثر نجاعة لكل المشكلات التي تواجه البلدان العربية والإفريقية، خاصة منها «قضية سدّ النهضة» التي تحوّلت إلى موضوع اهتمام عالمي، دون أن تفسح آفاقها لأيّة حلول ممكنة.
ولا نشكّ مطلقا، بأن ممثل الدبلوماسيّة الجزائرية، سيتمكّن من التّوصل إلى ما ينهي حالة القلق التي تشوب العلاقات؛ بين شركاء النيل، وتعكر صفو التعاون بينهم، لأن الجزائر، كما هي مواقفها على الدّوام، وسجلها الناصع شاهد، إنما تعمل على أن تكون جزءا من الحلّ، لا داعيا للخلاف.
يبقى أن الواقع الصّعب الذي يعيشه العالم أجمع، تحت وطأة الجائحة، يحتاج إلى جهود جميع المخلصين لمفهوم «الإنسان»، المدافعين عن كرامته، الداعين إلى حريّته، وديبلوماسيتنا المدرسة، إنّما هدفها كرامة الإنسان ورفعته وسموّه..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.