دعت الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، المملكة المغربية لإنهاء احتلالها للصحراء الغربية و”فتح صفحة تسمح بإحلال السلام بين الجميع”.
جاء في بيان وزارة الاعلام الصحراوية أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، تعقيبا على ما ورد في خطاب الملك محمد السادس الليلة الماضية: “ان الجمهورية الصحراوية توجه نداء الى المملكة المغربية لإنهاء احتلالها ولفتح صفحة تسمح بإحلال السلام بين الجميع على اساس احترام الوحدة الوطنية والترابية لكل بلد”.
وأشار إلى أن “ذلك افضل من مواصلة المغامرات والحرب العدوانية”.
واعتبرت وزارة الاعلام الصحراوية ان الخطاب قد “اتسم (…) هذه السنة بمناسبة توليه عرش بلاده بالمجازفة و المبالغة في الكلام المعسول بهدف تغطية مقصودة لتسببه في رجوع الحرب الى المنطقة نتيجة لتنكره لاتفاقية السلام التي وقع عليها مع الطرف الصحراوي”.
وتابع البيان أن “خطاب محمد السادس الليلة يتناقض بصفة مطلقة مع تصرفات المغرب و لا يهدف إلا الى ربح المزيد من الوقت لجلب المزيد من العتاد الحربي و تحضير كل المؤامرات والدسائس ضد الشعب الصحراوي و شعوب المنطقة و القارة الافريقية”.
واسترسل البيان أن “ملك المغرب حاول في خطابه تقديم نظامه العدواني التوسعي على أنه يطمح الى السلام والاستقرار و التعاون و الاخاء في وقت يعلم العالم كله ان المغرب و منذ سنة 1975، تاريخ اجتياحه العسكري لتراب الجمهورية الصحراوية، أصبح دولة تشكل خطرا على الامن و الاستقرار في كل المنطقة و حربه التوسعية هي السبب الوحيد الذي يعرقل الاندماج الاقتصادي و السياسي المغاربي”.
و في هذا السياق، اعتبر المصدر، أن نسف وقف اطلاق النار ورجوع الحرب وعرقلة مجهودات المجتمع الدولي الرامية الى احلال السلام بين المغرب و الجمهورية الصحراوية من خلال الالتزام بمقتضيات الشرعية الدولية المكرسة في ميثاق الامم المتحدة و القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي و قراراتهما “هو الذي يثبت أن الخطاب لا يعدو ان يكون تغطية لواقع قائم ينذر بتصعيد المواجهات العسكرية و الديبلوماسية ما دام المغرب مصر على الدخول في كل أنواع المقايضات المشؤومة التي جلبت الأجسام الدخيلة الي المنطقة التي يحاول الاستعانة بها و الاستقواء بها على جميع شعوب المنطقة”.
الـواقع أصدق من الـكلمات..
وقال البيان أن خطاب محمد السادس أظهر “فقدان كلامه للمصداقية مادامت المواقف والواقع أصدق من الكلمات”.
وأشار، أيضا، الى أن المغرب “فشل في بناء علاقات ثقة مع جميع جيرانه بسبب سياسة التهور التي ينتهجها القصر الملكي المغربي والتي تقوض كل إمكانية الوصول الى السلام العادل الذي لن يحصل إلا بنهاية الاحتلال و تمتع شعب الجمهورية الصحراوية بحريته و بسيادته على ترابه الوطني”.
ولفتت وزارة الاعلام الصحراوية الى أن “مغرب محمد السادس ليس هو المغرب الذي تحدث عنه في خطابه الليلة نظرا لما وصل اليه الشعب المغربي من حرمان و فقر و جهل ونظرا للأوضاع المزرية لغالبية المغاربة الذين يموتون يوميا في البحار هربا من واقع لا انساني لا يطاق”.
وأبرز البيان أن “46 سنة من الحرب والعدوان على الشعب الصحراوي أنهكت المغرب ودفعت بالنظام العلوي الى بيع كرامة المغاربة و اثقال أجيالهم القادمة بالديون، و لم يحصد المغرب في النهاية إلا الفشل التام لان الشعب الصحراوي لن يتنازل عن سيادته و حقوقه في الحرية و الاستقلال مهما كلفه ذلك من ثمن و لان المجتمع الدولي لن يعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية مهما اشترى من ذمم و خلق من لوبيات و نشر من تقارير مدفوعة الأجر مسبقا”.
وجاء هذا البيان في أقل من 24 ساعة على خطاب ملك المغرب بمناسبة عيد العرض الثاني والعشرين، الذي اعتبر فيه الصحراء الغربية “جسما غريبا” في العلاقات بين المغرب والجزائر.