تعرف الجزائر منذ الأسبوع الأول من شهر جويلية، ارتفاعا محسوسا في إصابات كورونا، لامست عتبة الـ 2000 إصابة، و50 وفاة، في أكبر حصيلة منذ انتشار الوباء.
سجلت الجزائر ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة بفيروس كورونا، منذ شهر، بعد أن عرفت في مدة قاربت الـ 10 أشهر، استقرارا واضحا في الإصابات، بعد تراجع الموجة الثانية التي عاشتها الجزائر شهر نوفمبر من العام الماضي.
أصبح الوضع الصحي في الجزائر مقلقا أكثر، وسط الارتفاع الكبير في الاصابات والوفيات في الآونة الأخيرة.
مع كل موجة من كورونا تظهر إلى العلن أزمة ترافقها، إما ندرة الأقنعة الواقية “الكمامات”، في الموجة الأولى، أو ندرة حقن “لوفينوكس” في الموجة الثانية، ونقص الأكسجين في المستشفيات في الموجة الثالثة.
بدأت الموجة الأولى لكورونا في مارس 2020، وصاحبتها ندرة في القناع الواقي “الكمامات” مع ارتفاع أسعارها.
ندرة الكمامات تولّد عنها – بعد استيراد الجزائر كميات كبيرة منها- لجوء العديد من الجزائريين من حرفيين ومصانع وطنية لصنعها محليا، وبالتالي القضاء على الأزمة بعد فترة وجيزة.
في الموجة الثانية لكورونا بالجزائر، سجلت ندرة في حقن “لوفينوكس” التي تستخدم للوقاية من تجلط الأوردة الدموية العميقة.
هو دواء يحقن به المريض تحت الجلد، ويخضع المصاب للعلاج مدة 10 أيام.
ومع بداية الموجة الثالثة التي تعرفها البلاد هذه الأيام، ظهرت أزمة جديدة تتعلق بنقص الأكسجين بالمستشفيات، إلى درجة أن المواطنون يبحثون عن قارورات الأكسجين في المصانع لتزويد مرضاهم بها.
رحلة البحث عن قارورة أوكسجين أو مكثف أوكسجين ينقذ حياة، بات عنوانا كبيرا لمخاوف لدى من لديهم مصابين بكورونا في حالات حرجة،.
ويسعى هؤلاء إلى إمداد مرضاهم بالأوكسجين في إطار العلاج المنزلي، تجنبا لنقلهم إلى المستشفيات التي تعاني ضغطا كبيرا.
كل ما يحتاجه مصاب كورونا
أخصائي يتحدث..
بروز أزمة الأكسجين مع بداية الموجة الثالثة من كورونا، يعود إلى ارتفاع الطلب مقابل العرض للأكسجين الطبي في المستشفيات، مثلما يؤكد عضو اللجنة العلمية لمتابعة فيروس كورونا ورئيس خلية المتابعة للتحريات الوبائية، البروفيسور محمد بلحسين، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”.
يقول بلحسن إن “الموجة الثالثة عرفت ارتفاع الاصابات بكورونا الناجمة عن المتحور “دلتا” الذي ينتشر بسرعة أكبر من الفيروس الأساسي، وبالتالي عدد الإصابات أكبر بكثير من الموجتين السابقتين، وأيضا عدد الإصابات الخطيرة أكبر، وأغلبها تحتاج الأكسجين الطبي”.
وأضاف بلحسين: “هذا الارتفاع الكبير في الإصابات قابله إمكانيات منظومة صحية غير قادرة على استيعابه في فترة قصيرة جدا”.
ونوّه المتحدث بالمجهودات السلطات المبذولة، بما فيها وزارة الصحة ووزارة الصناعة الصيدلانية ووزارات أخرى، وحتى القطاع الخاص في انتاج وتوفير الأكسجين، بهدف القضاء على الأزمة والحد من انتشار الفيروس.
وقال بلحسين: “في الأيام القليلة القادمة، سنلاحظ تراجع أزمة الأكسجين…”.
أزمة الأكسجين ستتراجع بعد أسبوع
مرضى كورونا لا يحتاجون جميعا للأكسجين..
وفيما يتعلق بالاحتياجات الطبية الضرورية لمرضى كورونا، يقول عضو اللجنة العلمية لمتابعة فيروس كورونا ورئيس خلية المتابعة للتحريات الوبائية، إن المصابين بالفيروس لا يحتاجون جميعا للأكسجين الطبي.
وأوضح بلحسين أن هناك مرضى تظهر عليهم أعراض خفيفة لإصابتهم بكورونا، مثل فقدان حاستي الشم والذوق وحرقة في البلعوم… وهم لا يعانون أمراض مزمنة.
هؤلاء -يقول المتحدث- “لا يحتاجون الأكسجين، وإنما يحتاجون الراحة والمتابعة الطبية العادية”.
وعن المرضى المصابين بكورونا الذين يحتاجون إلى الأكسجين الطبي، يقول البروفيسور: “المرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة، وتظهر عليهم أعراض خطيرة من فيروس كورونا، مثل السعال الحاد، الربو، الحمى.. هؤلاء المرضى بحاجة للأكسجين ويجب متابعة علاجهم بالمستشفى”.
تعليمات صارمة
وكان الرئيس عبد المجيد تبون، أمر في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، بإطلاق عملية كبرى لصيانة وتجديد منشآت وأجهزة الإمداد بالأوكسجين في المؤسسات الطبية، وتحسين تسيير مخزون وإنتاج الأكسجين والتحلي بالهدوء وعدم الارتباك خلال عمليات التوزيع والاستعمال، في الإقبال العالي للمرضى على المصالح الاستشفائية، خاصة وأن طاقة استيعاب المرضى لم تتجاوز 56 بالمائة.
وأعطى تعليمات باقتناء وحدات إنتاج متنقلة للأكسجين فورا دعما للمستشفيات الكبرى لتوفير هذه المادة الحيوية، مما سيساعدها على الإنتاج الذاتي مما تحتاجه من أكسجين.
كرونولوجيا
وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أعلنت في 25 فيفري 2020، تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا لرعية إيطالي وصل الجزائر في 17 فيفري، وقامت الجزائر بترحيله في 28 فيفري من مطار حاسي مسعود في رحلة خاصة بعد أن خضع للحجر الصحي.
وأعلنت الوزارة في 2 مارس 2020، تسجيل أول اصابتين مؤكدتين بفيروس كورونا في الجزائر، لامرأتين ببوفاريك ولاية البليدة، لترتفع بعدها الاصابات حتى وصلت 500 إصابة في جوان من السنة ذاتها.
في 5 نوفمبر 2020، أعلن وزيرة الصحة عبد الرحمان من بوزيد، دخول الجزائر موجة ثانية من كورونا، بعد تسجيل ارتفاع محسوس بـ642 إصابة.
ومع بداية الأسبوع الأول من شهر جويلية الجاري، عرفت الجزائر انتشارا كبيرا لفيروس “دلتا”، بنسبة 71 في المائة من بين الفيروسات.
وتوقع معهد باستور أن تبلغ نسبة انتشاره أكثر من 90 في المائة خلال الأسابيع المقبلة، وأعلنت الوزارة دخول الموجة الثالثة من كورونا.
وفي 28 جويلية 2021 سجلت الجزائر، رقما قياسيا في إصابات كورونا وصلت 1927 حالة، ووفاة 49 مريض في 24 ساعة.