انتهت قصة ألعاب طوكيو وعاد الوفد «بخفي حنين»، لكن لا يزال هناك من أصحاب «الوجه الصحيح» يحاولون تسويق وهْمٍ تبخر، بين من يبحث عن مصطلح «لطيف» للفشل بوصفه خيبة أو تعثراً. أكثر من هذا، يظهر شخص (تقلد سباقا مسؤولية في قطاع الرياضة) يتكلم وكأن لا شيء حصل، محاولا رسم معالم مستقبل للرياضة يبدو أن ذوي الهمم فقط من يعيدون لها الاعتبار.
المفروض أن يقف الجميع لحظة صمت للتقييم والتشخيص واستخلاص العبر وليس تبادل التهم ومحاولة التنصل من هزيمة غير مسبوقة، مهما كانت المبررات، كمن يدعي بنقص وانعدام الإمكانات. علما أن الطريق إلى سجل التتويج في الأولمبياد، كغيره من المواعيد الكبرى، ليس مفروشا بالورود، بقدر ما يتطلب البذل والعطاء والتضحية، خاصة في بعض أنواع الرياضات.
تضييع موعد طوكيو أسقط أيضا آخر ما تبقّى مما يوصف برياضة النخبة وقد تأسس لها هيكل حكومي سابقا. لكن هيهات، فليس بأمجاد الماضي، وإن كانت لها دلالات، يؤسس لمكاسب المستقبل، ضمانها الوحيد العمل الجاد، فهل كانت حقيقة سياسة للنخبة الرياضية ولماذا كل هذا الفشل، بينما هناك رياضيون من مختلف أصقاع العالم حققوا ولو القليل؟.
حقيقة الرياضة مريضة، كما الصحة وقطاعات أخرى، تم إدراجها ضمن مقاربة إصلاح يقوم على إسقاط محتكري المواقع من عروش البيروقراطية واحتكار المسؤولية، التي تفرض على من كانت حصيلته خاوية الانسحاب خدمة للرياضة قبل كل شيء، بدل التموقع وإعادة الانتشار في الساحة، أمر يثير أكثر من سؤال؟
لكن أيضا، هل يحق لمن حصد ميدالية سابقا أن يستعملها اليوم درعا لمهاجمة كل شيء وبدل الحديث عن الخلف يكون الجدل عن الماضي «الذي فات وانتهى»، بينما أمم أخرى أكثر تتويجا أعدّت أجيالا جديدة لم تنجح في نيل بطولة فقط وإنما حطمت أرقاما كانت في عهدة كبار الرياضيين، ليس «بالقيل والقال» ولكن بالجدية والتخطيط واعتماد الكفاءة، مسألة لا تزال غائبة عند البعض ومغيبة عند البعض الآخر في عالم ميزانه الجهد والتحمّل.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.