هُم «ضباع» بشرية يقتاتون من أزمات أثقلت كاهل كثير من المواطنين، فبعد أن كانوا يصنفون كـ «مصاصي دماء» تطوروا نفسيا ليصبحوا «ضباعا» بشرية، فإن كانت هذه الحيوانات تقتات من بواقي ما يصطاده غيرها من السباع، تميزت «الضباع» البشرية عندنا بالانقضاض على الـ «فريسة» حية قبل حتى ان تراها «السباع»، تكسر عظامها وينهش لحمها بين فكي من يحسنون العمليات الحسابية بعيدا عن القوانين الاقتصادية، لتتجلى أبشع صورة يمكن للبشر ان رسمها.
بالنسبة لهؤلاء النوع من البشر كانت الجائحة موسم الربح السريع خاصة وأنها مست مختلف مناحي الحياة ولم تقتصر فقط على البعد الصحي فقط، لكن لم يكن وقع ما يفعلون أشد قسوة ووطأة من استغلالهم قارورات الأوكسجين للمراهنة على مضاعفة أربحاهم وان كان الثمن وفاة عاجز عن دفع ثمنها من الطبقات الهشة التي ما زالت «تائهة» في إيجاد الحل لتوفير لقمة تحفظ كرامتهم.
ويحاول من يتربحون من الأزمات تحميل مسؤولية الـ «ضباع «البشرية للدولة، لكنها الوجه المظلم من مجتمع كنا نعتقد انه يكاد يفقد معاني الإنسانية لولا تلك الصور التضامنية لأطفال حملوا حصّالاتهم للتبرع بقطعها النقدية في هبة تضامنية، أعادت للكثير منا الأمل في مجتمع متماسك ومتكامل، روابطه قوية ومتينة لدرجة التخلص من الشعور بالاغتراب داخله.
الأغرب من كل ذلك ان هذا النوع من البشر بـ «تحوّرات» فاقت تحور فيروس كورونا فقد أبانوا عن نوع من «الجين» الوراثي للتأقلم مع أي أزمة تطفو على السطح، بعدما كانت تعرف الذروة في مواسم محددة هي شهر رمضان، عيد الأضحى والدخول المدرسي، أما اليوم فيعرفون حقبة لن تتكرر، فيها من «البذخ» ما جعلهم ينتقلون الى السرعة القصوى، فمن أزمة الماء الشروب، الى الأزمة الصحية ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية أصبح واضحا وجليا وضعهم لقانون الغاب مرجعهم لتسيير «ردات» فعلهم «الارتدادية» لتكون الموت أساس حياتهم.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.