يأتي احتفال فريق مولودية الجزائر، بمرور 100 سنة عن نشأته (7 أوت 1921)، في أجواء غير عادية تعرفها البلاد و العالم بأسره، بسبب “فيروس كورونا”.
مئوية المولودية، جاءت في زمن يحتل فيه “كورونا” العالم وفرض منطقه على الجميع، كما غير من أسلوب عيش بعض المجتمعات.
في اليوم الذي اعلن فيه عن انشاء أول فريق جزائري مسلم كانت الجزائر تحت وطأة الاستعمار و العالم كان لا يزال يعيش على وقع الأزمات و الحروب و التكتلات الدولية.
في بداية 2020، راجت أخبار عن امكانية دعوة ريال مدريد، للمشاركة في الاحتفال بالمئوية في ملعب 5 جويلية.
الفريق حقق انطلاقة مميزة في الموسم الكروي، فنتائج البطولة كانت جيدة وبداية المشاركة الإفريقية كانت موفقة، وعاد أمل الفوز بلقب محلي.
لكن الخيبة كانت كبيرة لدى عشاق المولودية، لان الريال، لن يواجه فريقهم وملامح موسم كارثي بدات تلوح في الأفق مع مرور الجولات.
المولودية لم يعد يقدم عروضا كروية جميلة وضيع أهدافه المحلية و القارية وحتى المشاركة في منافسة افريقية الموسم المقبل.
العارضة الفني لم تعرف الاستقرار، بحيث تم الاستنجاد بنبيل نغيز، على أمل تكوين فريق تنافسي صيف العام الماضي.
نغيز، أقيل من منصبه بسبب خلافات داخلية وتراجع النتائج، و لكنه عاد بعد أشهر قليلة عقب إٌقالة خلفه عبد القادر عمراني.
عودة نغيز، لم تكن موفقة، فجديته في العمل قابلتها نتائج متذبذبة، إضافة الى قضية الملهى الليلي التي هزت بيت المولودية وأثرت بشكل مباشر على اداء الفريق.
تأسيس أول نادي جزائري مسلم بخلفية سياسية
بدأت فكرة تأسيس أول نادي جزائري مسلم في أزقة حي القصبة العتيق، سنة 1918 إذ حمل عبد الرحمان عوف، الرئيس الروحي للفريق المشعل رفقة مجموعة من الشبان.
شبان القصبة نسقوا مع نظراهم من حي باب الوادي، من أجل تجسيد فكرة تأسيس فريق جزائري مسلم يناضل رياضيا ضد الاستعمار.
تزامن تاريخ انشاء الفريق (7 أوت 1921) مع المولد النبوي الشريف ولذلك سمي الفريق مولودية الجزائر.
بعد 16 سنة من التنافس بين الأقسام الدنيا، تمكن الفريق من الصعود للقسم الشرفي، كأول نادي مكون لاعبين مسلمين.
تأسيس المولودية لم يكن لغرض رياضي فقط، بل كان يحمل خلفية سياسية مناهضة للاستعمار الفرنسي الغاشم.
كانت شعبية المولودية جارفة حتى في الحقبة الاستعمارية، وذلك ما كان يزعج السلطات الفرنسية في تلك الفترة.
في المرحلة الاستعمارية فاز المولودية بالبطولة الوطنية مرتين، في 1945 و1946 ، كما حل ثانيا في موسم عديدة، بحيث كان يمتلك تشكيلة قوية.
في فترة مع بعد الاستقلال لم تكن البداية موفقة، و انتظرت الجماهير حتى بداية سبعينيات القرن الماضي، للاحتفال بالألقاب المحلية و القارية.
توج النادي العاصمي بسبع بطولات وطنية سنوات 1972، 1975، 1976 ، 1978، 1979، 1999 و 2010.
أما الكؤوس فكانت سنوات 1971، 1973، 1976، 1983، 2006، 2007، 2014، 2016.
المولودية، أول فريق يتوج بالثلاثية، كأس الجمهورية، البطولة الوطنية و الكأس الإفريقية في 1976، كما فز بالكأس المغاربية سنتي 1971 و1974.
سمعة الفريق الكبيرة وضعته في احتفالية تأسيس نادي ريال مدريد الاسباني في مارس 1977، بملعب سانتياغو بيرنابيو.
رفقاء علي بن شيخ خسروا أمام العملاق الاسباني بهدفين لواحد، و هو ما يدل على قوة بطل إفريقيا في تلك الفترة.
ثلاثة تتويجات في العشرية الأخيرة
اخر تتويج بالبطولة الوطنية كان سنة 2010، كما فاز الفريق بكأسين للجمهورية في 2014 و2016، وهو رقم جد ضئيل لفريق لديه ميزانية كبيرة.
عادت المولودية الى احضان “سوناطراك” في 2013 و كان الجميع يترقب عودة الفريق الى السكة الصحيحة ويحقق القابا كثيرة.
في الواقع اموال “سوناطراك” لم تغير أي شيء، فمشاكل الفريق الداخلية بقيت كما هي، و النتائج كانت مخيبة.
عدم الاستقرار يمس الفريق من مجلس الادارة إلى الطواقم الفني، الإداري الطبي، اما التشكيلة فحدث ولا حرج، فعبد الرحمان حشود الوحيد الذي يضل صامدا منذ 9 مواسم.
أنصار مولودية الجزائر طالبوا باستبعاد “سوناطراك” مع بقائها ممول رسمي فقط، لأنها حسبهم لا تحسن اختيار من تضعهم على رأس الفريق.
مئوية المولودية لم تكن كما تمنى عشاق الفريق، الذين يفضل ربما اغلبهم التركيز على الوضع الصحي وتوفير الأكسجين للمصابين بـ”فيروس كورونا”.
الوضع الصحي و الظروف التي تمر بها البلاد أنست عشاق المولودية ضرورة الاحتفال بالمئوية، التي تؤجل الى ما بعد تخطي أزمة ” كوفيد” 19.