مناخ كابوسي تشهده العديد من دول العالم هذا الصيف، قوامه حرائق وفيضانات وأعاصير وعواصف غير مسبوقة. فتلك كندا المعروفة بطقسها البارد بلغت فيها الحرارة 50 درجة مئوية، دول جنوب المتوسط هي الأخرى شهدت هذه الأيام ارتفاعا قياسيا لدرجات الحرارة، مما ساعد في نشوب حرائق مهولة تحديدا في الجزائر. وبغض النظر عن طابعها الإجرامي المفترض، فإن الحرارة غير الطبيعية لعبت دورا في استعار تلك الحرائق.
«ما حدث هذا الصيف صدمني»، بهذه الكلمات عبرت عالمة مناخ سويسرية ومشاركة مؤلفة في تقرير الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية التي تعرفها الأرض، فما كان مجرد تنبؤات لنماذج مناخية هو بصدد الحدوث الآن.
وفي آخر تقرير صادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بشأن العواقب المترتبة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، والذي شارك في صياغته 234 خبير من 66 دولة، أكد أن نطاق التغيرات الأخيرة تمس جوانب النظام المناخي ككل وهي غير مسبوقة منذ قرون. وأشار التقرير إلى أن دول المتوسط بشكل خاص، ستكون من المناطق الأكثر تأثرا في العالم من جراء ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، مما يعرض نمط حياة أكثر من نصف مليار شخص للتغيير والتأثر بشكل لم يعرفونه من قبل.
ويتطلب هذا التحدي الاستثنائي، اتخاذ إجراءات سريعة وجذرية، منها ما هو محلي على مستوى كل دولة مرتبط بتوفير الوسائل اللازمة للحد من تأثير الكوارث الطبيعية سواء كانت حرائق أو فيضانات أو موجات جفاف. لكن حل المشكلة أو التقليل من تبعاتها يتطلب تنسيقا وتعاونا دوليا مكثفا تحديدا من طرف الدول الأكثر تضررا ومن بينها الجزائر. فالغازات التي تطلقها مصانع السيارات في اليابان مثلا، يمكن أن تؤثر على المناخ في مدغشقر! الأمر قد يبدو غريبا، لكنه واقع الآن. وعديد الدراسات توصلت إلى أن البلدان الفقيرة ستعاني من أضرار التغير المناخي أكثر من الدول الغنية التي تتحمل مسؤولية أكبر عن هذا التغير، وبالتالي فالدول النامية عليها أن تتعاون بشكل غير مسبوق لمواجهة هذه التحديات غير المسبوقة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.