يرسم مرة أخرى التلاحم والتضامن بين الشعب والجيش الوطني الشعبي في مواجهة الحرائق والنيران، صورا للعمق الشعبي لهذه المؤسسة التي لم تتخلّف عن أي محنة ألمت بهذا الوطن الحبيب، في وقت تحاول أطراف خبيثة الترويج لأكاذيب ومغالطات تستهدف هذه العلاقة الأزلية.
في الوقت الذي يحارب فيه المواطنون مع أفراد الجيش يداً واحدة، تروّج بعض الأطراف لروايات خبيثة وغريبة تحاول عبثا التشكيك والاستثمار في هذه الحرائق الإجرامية التي تستهدف عرقلة مسار البناء والتغيير وخاصة عودة الجزائر إلى عمقها العربي الإفريقي؟!
ما يروّجه هؤلاء، بالرغم من أنه مثير للسخرية، يؤكد أن هذه الحرائق تقف وراءها أيادٍ إجرامية هدفها أكبر بكثير من مجرد حرق غابة ولكن نشر الفوضى والارتباك في سيناريو يذكّرنا بمقولة «من يقتل من» في مرحلة التسعينيات، عندما عمدت الجماعات الإرهابية ومن يقف وراءها لمحاولة ضرب التفاف الشعب حول جيشه في جبهة واحدة ضد الإرهاب الدموي بعدما تأكد لدى الجميع أننا في خندق واحد وأن المستهدف الوحيد هو الوطن بالأمس، اليوم وغدا.
هذه الإشاعات المغرضة لا تقل خطرا عن ألسنة النيران الملتهبة وانتشارها أدهى من انتشار ألسنة اللهب في هذا الظرف تحديدا، لذا يجب إخمادها قبل الحرائق من خلال إجراء تحقيقات معمقة للوصول إلى الأيادي التي «سجرت» الغابات وعرضهم أمام شاشات التلفزيون ليعرف الشعب الجزائري من هؤلاء ومن يقف وراءهم، لأننا نواجه سياسة أرض محروقة حقيقية تريد أن تأتي على الأخضر واليابس في الجزائر بهدف تحويلها لأرض جرداء قاحلة، لا أمل فيها ولا حياة.
أمام هذه المخططات الجهنمية، لا عزاء لنا إلا تجنّد الجميع لإعادة الحياة لجبالنا وغاباتنا التي كانت بالأمس المأوى الآمن لمجاهدينا الأشاوس، في مواجهة أعتى آلة استعمارية؛ يعني المسألة أكبر من الحسابات الاقتصادية ولكن رابط روحي حمايته جهاد في سبيل الله والوطن.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.