تحدثت مديرة محافظة الغابات لولاية البليدة، دليلة بناني، عن الحرائق التي مست المنطقة في الأسابيع الماضية.
قالت دليلة بناني لـ” الشعب أولاين”، إن أغلبية الحرائق مفتعلة، ولعل ما يؤكد ذلك هو اكتشاف مواقدها بأماكن وعرة وصعبة التضاريس، أي يصعب الوصول اليها لأجل التنزه.
وفي هذا الصدد صرحت مُديرة محافظة الغابات لولاية البليدة: ” البؤر الكثيرة للحرائق والبعد فيما بينها يؤكد بأن النيران مفتعلة وهي فعل إجرامي.. ولعل ما يؤكد ذلك أننا اكتشفنا بأن مواقد النيران تحدث في نقاط صعبة التضاريس في الشعاب والوديان، وهذه الأماكن الوعرة منعزلة و لا يذهب اليها من يريد التنزه.”
حرائق مفتعلة
وأضافت مسؤولة القطاع في البليدة: ” المُعطيات والمُؤشرات تُوضح بأن جل الحرائق التي وقعت مؤخرا مفتعلة، لكن لا يمكن أن نجزم بذلك، بل سننتظر ما تسفر عنه التحريات التي تقوم بها لجنة أمنية مختصة، ولا يٌمكن توجيه الاتهام لأي شخص خاصة هؤلاء الذين يقطنون في المناطق الجبلية “.
وفي سؤال حول ما إذا كان المخطط التي أعدته محافظة الغابات بالبليدة، قبل حلول فصل الصيف لأجل التصدي للحرائق، كان مجديا ردت بناني :” مُهمتنا تتمثل في التدخل الأولي والإعلان عن وجود حرائق ثم الإسهام في اخمادها حتى النهاية.. وأنا شخصيا أتواجد في الغابة منذ الثامن من شهر أوت الجاري.”
وأضافت: ” الأشخاص الذين يقومون بحرق الغابات يتحينون الفرص ولديهم طرق إجرامية، ونشوب النيران لا يعني بأن مخططنا لم يكن مجديا بل بالعكس، لقد كان ناجعا وسخرنا كل الإمكانيات المادية والبشرية، وأخذنا كامل احتياطاتنا ليكون هذا المخطط عملياتي، وليكن في علمكم أن ثلثي الحرائق التي حدثت تم اخمادها في بدايتها وقبل أن تنتشر”.
تهيئة 108 كم من المسالك
وتضمن المخطط المُشار اليه تهيئة 108 كلم من المسالك الترابية لتسهيل تنقل رجال الإطفاء في الجبال والغابات، وتنصيب 13 برج مراقبة في النقاط السوداء التي تعرف نشوب حرائق باستمرار، وتوظيف فرق أولية تتشكل من المئات العمال المنتدبين والذين يسكنون في الغابات، وكذا 23 فرق متنقلة تتشكل من 144 عون يجوبون الغابة لاكتشاف النيران والأسباب التي تؤدي اليها واخمادها في بدايتها.
قانون ردعي ضد الحرائق
وقالت بناني بأن مشروع إعداد قانون ردعي لتسليط العقوبات على المتسببين في الحرائق هو من أهل الاختصاص أي رجال القانون، لكن صياغة بنود هذا القانون يقتضي استشارة محافظة الغابات على حد قولها: ” نحن في مرحلة التشاور ومقترحاتنا سيتم تجسديها كإجراء قانوني ثابت… حرق الغابات يؤدي إلى التصحر ولابد أن نفكر هكذا، وله آثار سلبية على البيئة مثل نقص الأكسجين وانجراف التربة، و نترك أهل الاختصاص يُناقشون القانون الذي من شأنه أن يحُد من ظاهرة الاعتداء على الثروة الغابية “.