كان الجيش الوطني الشعبي حاضرا في خط الدّفاع الأول عن الوطن، وقدّم من خيرة أبنائه شهداء افتدوا بطهر أرواحهم المواطنين من ألسنة اللّهب، فارتقوا إلى سماوات الشهادة وقد حفظوا الأمانة وصانوا الوديعة، وأوفوا بعهدهم الأول الذي عاهدوا عليه الله والوطن.. هو الجيش الوطني الشعبي درع البلاد وحاميها، وحافظ رسالة ثورة التحرير المباركة، الحاضر في الملمّات، والدّافع للكروب.. حقّه التقدير والاحترام..
قوات الأمن هي الأخرى، كانت في الموعد، وتعاملت باحترافية مع الأحداث الأخيرة، وهي احترافية تستدعي وقفة تقدير واحترام، فقد تمكّن الرّجّالة من قطع الطريق على كل (مناورة) ممكنة، وتمكّنوا من تجنيب البلاد انحرافات كان يمكن أن تؤدّي إلى ما لا تحمد عقباه، ثم إنهم قاموا على واجبهم وحاصروا المشتبه بهم، وأوقفوهم ليضعوهم بين أيدي المحققين.. حتى يأخذ القانون مجراه..
والفضل يذكر لرجال الحماية المدنيّة، فقد كان لهم دورهم المشهود وهم يقابلون النيران بصدور عارية، ويستبسلون في إنقاذ الأرواح، ويبذلون النفس والنفيس في سبيل تحقيق رسالتهم الإنسانية السامية.. إنهم الحماة كما عرفناهم دائما، فهم الذين يَصِلون اللّيل بالنّهار من أجل راحة المواطن، وهم الذين يلجأ إليهم العاجز والمريض والمصاب، فيحملونه على أكفّ المحبّة، ويمنحونه من صفاء القلوب ما يخفّف الآلام، ويريح النفوس.. حق الرّجّالة التقدير والاحترام..
إن الملمّات وحدها، هي التي تكشف معادن الرّجال، ونشهد أن المؤسسات الأمنية كلّها، كان لها حضورها الدائم إلى جانب المواطنين في الأوقات الصعبة، بل نشهد أنها المؤسسات الوحيدة التي تقوم على واجباتها كما ينبغي لها أن تقوم عليها دون تقصير ولا تخاذل، وهي وحدها التي لا تُخْلِف مع المواطن موعدا، ولا تخيّب له ظنّا..
لن ندعو بقية المؤسسات إلى الاقتداء بالرّجالة.. لأننا هنا في وقفة تقدير واحترام للرّجالة، ولن نهتم إلا بالرّجالة..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.