جنون أو وسواس العظمة هو مصطلح في علم النفس يوظف لوصف حالة من الوهم والاعتقاد، حين يبالغ الإنسان بمدح نفسه بما يخالف الواقع، فيزعم امتلاك قابليات استثنائية وقدرات جبارة أو مواهب مميزة أو أموال طائلة أو علاقات مهمة ليس لها وجود حقيقي وملموس على أرض الواقع.
لست أبالغ إن قلت، إن هذا التوصيف ينطبق على نظام المخزن اليوم، لاسيما مع سقطاته الدبلوماسية الأخيرة. فقبل أشهر شن المغرب هجوما حادا ضد إسبانيا بعد استقبالها لرئيس الجمهورية الصحراوية، وبالرغم من أنه قرار سيادي إسباني خالص، مارس المخزن أساليب غير مقبولة دبلوماسيا، حين مكّن قوافل مهاجرين مغاربة، هاربين من جحيم المخزن وتسلطه وقهره، من الدخول إلى جيب سبتة الإسباني وسحبه لأي مراقبة أمنية.
المخزن كان يعتقد أن تلك الممارسات المتهورة من شأنها أن تدفع إسبانيا لمراجعة مواقفها الداعمة للشرعية الدولية تجاه قضية الصحراء الغربية، لنرى محمد السادس في خطابه الأخير في ذكرى غريبة تدعى «ثورة الملك» يتغنّى بالعلاقات الإسبانية المغربية وأنه يسعى لتدعيمها وذلك في تناقض صارخ بين الأقوال والأفعال.
هذا التناقض أو الجنون استُخدم مع الجزائر كذلك، فبعد السقطة الدبلوماسية التي لا تغتفر من قبل ممثل المخزن في الأمم المتحدة ودعمه صراحة لمنظمة إرهابية، أطل محمد السادس مرة أخرى بخطاب غريب، لاسيما دعوته لفتح الحدود المغلقة بين الدولتين، وكأنّ الجزائر من تسبّبت في إغلاقها وطريق فتحها يعرفه المغرب جيدا، لكنه يراوغ، كعادته، أو كما نقول بالدارجة الجزائرية «يَتْمَهْبَلْ».
المتتبعون للسياسة الخارجية للمغرب، لاحظوا تغيّراً كبيراً في سلوكه الخارجي، حيث أصبح أكثر عدوانية منذ التطبيع مع الكيان الصهيوني. فالمغرب أصبح أداة في يد الصهيونية لضرب الاستقرار في منطقة المغرب العربي والبحر المتوسط، خاصة بعد تورّطه في دعم منظمات إرهابية كان لها يد في افتعال الحرائق الأخيرة في مناطق مختلفة من الوطن، دون نسيان الهجوم المغربي على ألمانيا في وقت سابق، وتجسس المخزن المخزي على كبار المسؤولين السياسيين لدول حليفة مثل فرنسا، بل الأدهى من ذلك تجسس حتى على ملكه ذاته، ليبقى السؤال المطروح لصالح من يتجسس المخزن على ملك المخزن؟.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.