انخفض منحنى إصابات “كورونا” في الجزائر، بعد أن سجل أرقاما قياسية منتصف شهر جويلية، إلى غاية بداية شهر أوت الجاري.
حولت أرقام الإصابات بالفيروس التاجي حياة جزائريين إلى كابوس، لاسيما أن صافرات إنذار وزارة الصحة بلغ صداها 58 ولاية.
وتعددت أسباب الخوف من الفيروس، بعد أن اقتصر على أعراضه، وأضحى يهدد حتى الأسرة في مستشفيات، التي اكتظت وأصبحت غير قادرة على استيعاب مرضى جدد.
“دعوات لاحترام البروتوكول الصحي”
وسط زحام المستشفيات، تعالت أصوات عقلاء تدعو مواطنين إلى ضرورة احترام البروتوكول الصحي، تفاديا لكارثة صحية تجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه.
وانتقلت عدوى الاكتظاظ في الأسواق، إلى الحافلات والمحال التجارية لتمس بعدها نشاطات آخرى، ساهمت في رفع إصابات “كورونا”.
وضع أرغم السلطة على التدخل، لتفرض حجرا صحيا على جل الولايات، وتغلق الشواطئ وتفرض رقابة صارمة على المحلات وتفرض ارتداء الكمامة على المواطنين.
“دلتا”.. والطوارئ
وسط تفشي الوباء وارتفاع عدد الإصابات والوفيات، فرض متحور “دلتا” إيقاعه السريع وارتفعت نسبة انتشاره إلى 91 بالمائة، حسب ما أكده معهد باستور يوم 17 أوت.
وتيرة انتشار المتحور الهندي أنتجت أزمة “الأكسيجين الطبي” في مستشفيات، وتزامن معها ارتفاع عدد الوفيات بسبب الوباء حتى بين الشباب والأطفال.
وسارعت السلطات إلى معالجة الوضع، بفتح ابواب الاستيراد أمام الخواص لأجهزة الأكسيجين، لتدعيم المستشفيات التي تحولت إلى مراكز خاصة بمرضى “كورونا”.
ولم تكتفي السلطات العليا بذلك، حيث استوردت مكثفات ومحطات لتوليد الأكسجين الطبي، ما ساهم في تراجع عدد الإصابات بالفيروس.
“موجة تضامن غير مسبوقة”
وحملت الموجة الثالثة لكورونا في الجزائر الأخبار السارة، بعد أن أضحت سمة التضامن والتعاون الغالبة على الوضع الصحي الصعب في البلد.
وسارعت الجالية الوطنية في الخارج الى ارسال إعاناتها المالية، التي كان لها الأثر الكبير على الجزائريين الراغبين في الخروج من أزمة صحية زعزعزت استقرارهم بأقل الأضرار.
وفي الوقت نفسه، أرسلت الجالية مستلزمات طبية وأجهزة أكسيجين، أعان مصالح المتشفيات بالتغلب على ضغط الطلب عليه، بسبب تزايد عدد المرضى.
“حملة التلقيح مستمرة”
ومنذ وصول أول شحنة من اللقاح المضاد لفيروس “كورونا” إلى الجزائر، نظمت السلطات حملة وطنية لتلقيح المواطنين عبر 58 ولاية.
ويعرف إقبال المواطنين على التلقيح تزايدا، جراء ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس ما وسع رقعة متلقي اللقاح منذ فيفري المنصرم.
وأكد مختصون على وجوب تلقي اللقاح، الذي يبقى الحل الأمثل لمجابهة توحش الفيروس التاجي الذي بات خطرا حقيقيا.